لماذا نحب قراءة الأبراج ؟

0 185

يؤمن الكثير من الناس بأن النجوم تحدد مسار حياتنا أو تؤثر عليها، حيث أن حوالي 25 في المئة من الألمان يعتقدون أن أبراجهم تؤثر على حياتهم وشخصياتهم، أما النسبة المتبقية فتقرأ الأبراج بوتيرة أقل.

“..سيكون لديك الكثير من النجاح، ولكن أيضاً الكثير من التعب في حياتك المهنية خلال عام 2018. في البداية، سوف تبدأ بالعمل، وبعد ذلك ستمر بفترة قصيرة من الجفاف في شهر آذار، حيث أن الربيع سيعطيك بعض الزخم، أما فصلي الصيف والخريف سيكونان مناسبان لكي تتألق بمهاراتك. ولكن يجب أن تحرص على عدم المبالغة في ذلك. في كل الأحوال ستكون سنة ناجحة للغاية!.. “

المصدر: IMAGO
الأسد

تتداول المجلات ومواقع الويب سيناريوهات مشابهة لهذا السيناريو مع بداية كل عام جديد. تقول آنيغريت وولف، عالمة نفس ودراسات عليا في جامعة مارتن لوثر، فيتنبرغ، بأن ظاهرة الأبراج واحدة من أكثر ظواهر علم النفس الكلاسيكية، وتسمى “تأثير بارنوم”.

اقرأ أيضاً على أعجمي: هل نشأت الأديان من سوء فهمنا للوعي البشري؟

“لكلّ واحد منّا شيء ما.”

يوضّح تأثير بارنوم أن الناس يميلون إلى تفسير عبارات غامضة أو عاميّة بالطريقة التي تتناسب مع شخصيتهم و حالتهم الفردية، هذا يتحقق خصوصاً عندما يكون النص إيجابياً.

“…الأبراج هي نوع من أنواع الخداع الذاتي الجماعي الاجتماعي من أجل الشعور بالانتماء.”

آينغريت وولف.

أجرى عالم النفس (بيرترام فور) لطلابه اختباراً شخصياً مفصلاً مماثل لما يُنشر من قبل المنجمين:

…وبالفعل، قيّم الدكتور النص والأسئلة بدقة، أكثر من 90 ٪ من الطلاب حصلوا على نفس العلامة، وكتبوا نفس الإجابات، بالرغم من أنه قدم نصاً موحّداً لجميع الطلاب فالأسئلة موحدّة ولكن الأجوبة يجب أن تختلف إن كان النص يحاكي شخصية كل طالب على حدى بطريقة مختلفة عن الآخر، ولكن هذا يخالف الواقع، هذا يعني أننا جميعاً نرى قصص الأبراج مماثلة لحياتنا بطريقة مماثلة.

آنيغريت وولف.

نحن نبحث عما يناسبنا في الصورة.

تقول وولف: كل منّا ترعرع في ظروف معينة، حيث أن أفكارنا ومبادئنا تنمو معنا، ولكن في مرحلة ما يبدأ الإنسان بالبحث عن الأجوبة للأسئلة التي تدور في ذهنه وبالتالي تحقيق التوقعات المرسومة في مخيلته. هذا هو السبب في تسمية تأثير قراءة الأبراج بـ “ظاهرة التحقيق”.
وفقاً لوولف، غالباً ما يتم صياغة الأبراج بطريقة لا يمكن دحضها، حيث تتناول مواضيع مهمة بالنسبة للجميع. الصحة والحب والعلاقات الاجتماعية مثل: الأسرة وحب المال. وفقاً لوولف، يتم صياغة محتوى الأبراج بما يتلاءم مع القرّاء. على سبيل المثال : في المجلات النسائية ينهالون على النساء بالمجاملات، بحيث تشعر المرأة بشكل جيد حول نفسها.

“…أنت مفعم بالطاقة، لكنك أيضاً بحاجة إلى دقيقة سكون لنفسك.” هذان شيئان متناقضان، حيث يمكن أن تناسب هذه العبارة أي شخص.
فالدماغ يتجاهل الأشياء التي لا تتناسب معه ويبحث بعفوية عن الأشياء التي تلائمه وتنطبق عليه.

آنيغريت وولف.

هل من السيء بطريقة أو بأخرى قراءة الأبراج؟

المصدر: colourbox
الأبراج

“لا” ، تقول عالمة النفس وولف، “فإن للأبراج من ناحية معينة قيمة ترفيهية كبيرة”.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساهم في فترات الضعف في رفع المعنويات وتقوية الذات.

ولكن بالرغم من ذلك فإن لها جانب مظلم. فإذا كان الناس يؤمنون بالأبراج، قد يكون ذلك مشكلة، حيث يرافق ذلك نوع من فقدان السيطرة على الذات، وفقاً لوولف، لأنهم بذلك يجعلون كل شيء في حياتهم يعتمد على الظروف الخارجية والقدر لا على أنفسهم، هذا ما يمكن أن يكون له عواقب في بعض الحالات المتقدمة. حيث أظهرت دراسة في اليابان، أن معدل الإجهاض قد ارتفع بشكل استثنائي في عام 1996 ولكن فقط بما يتعلق بالأجنة الأنثوية.
سبب ذلك، اعتماداً على الدراسة: أنه وفقاً للتقويم (دوائر الأبراج)، في هذا العام، العلامة غير مواتية للفتيات. ولكن بالطبع ليس من الضروري أن نصل إلى هذا الحد من الجهل لأن ذلك لا يغير من الحقيقة التالية وهي أن علم التنجيم وتأثير النجوم علينا وعلى حياتنا لا علاقة له بالعلم.

مترجم بتصرف عن: mdr – للكاتبة: Claudia Pupo Almaguer

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.