هل نشأت الأديان من سوء فهمنا للوعي البشري؟

0

يدّعي البشر أنهم سمعوا صوت الله منذ زمن بعيد، لكن نظرية مثيرة للجدل في علم النفس تناقض ما إذا كنا قد سمعناه على الإطلاق. هل أخطأ الناس باعتبار أصواتهم الداخلية – وعيهم – كإله قدير؟ وإذا كان الأمر كذلك، كيف شكّل ذلك تطور الأديان المنظمة؟ وما علاقة سماع صوت الله بالوظائف المعرفية، بالذكريات العقلية والعقل الثنائي؟ هذا ما يتحدث عنه مات فريدريك وبون بولن ونويل براون في هذه الحلقة من Stuff to Blow Your Mind مع المضيف جو ماكورميك من البودكاست Stuff To Blow Your Mind.

المصدر: youtube
مسلسل Westworld

نشأة النظرية:

وقد تم تعميم نظرية العقل ثنائي الأوجه مؤخراً في مسلسل Westworld التابع ل HBO والتي قد تم وضعها في عام 1976 من قبل عالم النفس جوليان جاينيس في كتابه “أصل الوعي في تحليل العقل ثنائي الوجوه”. حيث يفترض أن الوعي البشري يبلغ فقط من العمر 3000 سنة. قبل أن يتقن البشر اللغة – بمعنى أننا فهمنا الاستعارات، المقارنات والاختلافات في المنظور- لم يكن لدينا ما نعرفه اليوم كوعي أساسي، أو القدرة على التأمل الذاتي. بدلاً من ذلك، يقول جاينيس، أن الأفكار جاءت لنا وأطعناها دون أي تردد، معتقدين أننا تلقينا أوامر من سلطة عليا ما.

المصدر: wikia
مسلسل Westworld والعقل ثنائي الأوجه

آثار لهذه النظرية في الأدب:

ويشير جاينيس إلى قصائد هوميروس “إلياذة” و”أوديسا” كدليل: فالشخصيات في “الإلياذة” المبكرة لم يكن لديها قدرة على التأمل بالنفس، ولا ميل إلى التساؤل عن السبب. تم إخبار الأبطال في القصة ما يجب عليهم فعله، وفعلوا ذلك ببساطة. في وقت لاحق، في الـ”أوديسا”، يظهر التفكير النقدي بشكل واضح في القصة، من خلال أوديسيوس وشخصيات أخرى فقد بدؤوا يفكرون بأفعالهم والنتائج المترتبة على القيام بها.

يجادل جاينيس بأن ما حدث بالفعل هو تواصل نصفي الدماغ مع بعضهما. إن مناطق الدماغ التي تتعامل مع معالجة اللغة تتواجد في نصف الكرة الدماغية الأيسر. عندما يتحدث الجانب الأيسر من الدماغ إلى الجانب الأيمن، فإنه يقدم معلومات تبدو كهلوسة سمعية، مما يجعلنا نعتقد أننا نسمع صوتاً صغيراً يخبرنا بما يجب علينا القيام به. والآن بعد أن أصبح لدينا فهم أعلى للوعي، ندرك أن هذا الصوت الصغير يخصنا بالفعل. ولكننا في وقت من الأوقات، كنا نعتقد أنّنا نسمع حرفياً أوامر من الأعلى.

المصدر: alchetron
جوليان جاينيس

وحتى بعد معرفتنا أن هذه الأصوات لم تكن من أي آلهة، شعرنا بتخلي الآلهة عنا. ويرى جاينيس أن هذا يفسر ظهور الأديان المنظمة: فقد شعر البشر بالحاجة إلى مترجمين أبرار للتحدث مع الآلهة وعن الآلهة، لأننا لم نعد قادرين على فعل ذلك بأنفسنا.

الجدل القائم على هذه النظرية:

هناك الكثير من الجدل في هذه الفرضية. بعد كل شيء، من الصعب أن نبني نظرية علمية كاملة على زوجين من القصائد القديمة المكتوبة من قبل هوميروس. يشير البعض إلى أن هذه الفكرة هي أيضاً ذات مركزية عرقية تستند بشكل كامل على تشكل اللغة الإنجليزية. لكن الكثيرين يعتقدون أنها بمثابة صاعقةٍ لفهم الوعي البشري وكيفية تغييره لنوعنا.

إذاً هل سماع الأصوات نتاج تطور العقل ثنائي الأوجه، أم لا؟ وكيف يتناسب الفصام مع هذه النظرية؟ استمع إلى ما يفكر به مات وبن ونويل وجو في هذا البودكاست الرائع.

مترجم بتصرف عن: howstuffworks – للكاتبة: Diana Brown

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.