قصور تحت الأرض…كيف يستعد الأثرياء لـ “يوم نهاية العالم”؟

0

استعدادا لسيناريو نهاية العالم، تعمل شركة أوبديوم (Oppidum) السويسرية على توفير ملاجئ “يوم نهاية العالم” (قصور تحت الأرض) للأثرياء والنخبة من الساسة ورجال الأعمال لتكون ملاذهم من الحرب النووية والكوارث.

وقالت مجلة “نوفال لوبس (L’Obs)” الفرنسية في مقال مطول نشرته على موقعها الرسمي: “انهيار بيئي؟ ثورة اجتماعية؟ حرب نووية؟ لا مشكلة تعمل شركة Oppidum السويسرية على تهدئة مخاوف الأغنياء من خلال توفير مخابئ آمنة فائقة الفخامة للبقاء على قيد الحياة.

وحسب المجلة، فإن المثير في المشروع أنه لا يركز فقط على المعالجة الطارئة للكوارث بما يضمن بقاء النخبة العالمية في أمان، ولكن أيضا يحاول الإبقاء على مظاهر الترف والرفاهية الفائقة التي اعتادوا عليها في حياتهم الروتينية هذه الأيام.

وأضافت “تخيل مسكنا فخما للغاية تبلغ مساحته أكثر من 1000 متر مربع يشمل مهبطا للطائرات المروحية، وموقف سيارات يتسع لنصف دزينة من السيارات، وفناء وحديقة، ومسبحا داخليا وSPA، وغرفة سينما منزلية، ومساحة مخصصة للمؤتمرات، ومعرض لإيواء الأعمال الفنية، مع أرفف جاهزة لاستيعاب سبائك الذهب.

وضم المنزل الفاخر أيضا غرفة للعاملين ومطبخا فسيحا يشبه المطاعم الخارجية، وغرفة معيشة واسعة ومساحة لتناول الطعام، وبالتأكيد تميز بغرف نوم على غرار تلك المتواجدة في الفنادق ذات الخمس نجوم.

وأفادت بأن كل ذلك مخبئ تحت الأرض، فيما وصفه التقرير “بقلعة مريحة ذات جودة عسكرية”.

وأشارت إلى أن الملاجئ الفاخرة محصنة بسبعة طرق تشغيل لمقاومة المخاطر المختلفة، بما في ذلك التهديدات البيئية والمدنية والصواريخ الباليسيتة، وبها أنظمة سريعة التكيف لتوفير إضاءة مناسبة للتوقيت والظروف، ويمكن دخولها بالسيارة بمجرد التحقق من الإشارات الحيوية.

وتشمل التحصينات الأخرى، طبقات الخرسانة المسلحة المتعددة وفقا لمعايير حلف شمال الأطلسي، وأنظمة طاقة صناعية وبطاريات احتياطية، ووسائل تهوية لحالات الطوارئ، بما في ذلك الحوادث الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، علاوة على طعام يكفي لسنوات.

 

قصور تحت الأرض…كيف يستعد الأثرياء لـ "يوم نهاية العالم"؟

 

قصور تحت الأرض…أجمل المخابئ على الإطلاق:

مؤسس هذا المخبأ الفخم هو رجل الأعمال التشيكي ياكوب زامرازيل (39 عاما) الذي عمل في مجال العقارات الفاخرة ثم التسويق الرقمي، وهو شخص حذِر -رفض الحديث للمجلة لكنه أجاب على أسئلتها عبر البريد الإلكتروني- وهو يدعي أنه يبني “ملاجئ فائقة الحداثة والجمال والجودة تحت الأرض” مضيفا أنه ما يزال “في المرحلة الأولية المتعلقة بالتصاريح والتصاميم، من أجل مشاريعه التي تستغرق من 3 إلى 5 سنوات”.

أما الحد الأدنى للميزانية، فيبدأ من 10 ملايين دولار، و40 مليونا للتصور “المستقبلي” وما لا يقل عن 100 مليون لنموذج أكثر تعقيدا تم توقيع هندسته المعمارية الداخلية من قبل المكتب الباريسي لمارك بريجنت الذي يوضح قائلا “لقد عملنا مع جميع رموز الرفاهية التي نقدمها بالفعل لعملائنا في موناكو وكوت دازور أو في الشرق الأوسط”.

ويعمل نظام الإضاءة المتطور على إعادة إنشاء الضوء الطبيعي بشكل مصطنع، حتى يتنوع وفقا للوقت، ويظهر موقع الشركة مساحات شاسعة كل شيء فيها فاخر وهادئ وحيوي، من أسقف بارتفاع 5 أمتار إلى ضوء خافت ومواد نبيلة وأثاث موقّع من قبل أفضل الحرفيين على هذا الكوكب.

 

قصور تحت الأرض…كيف يستعد الأثرياء لـ "يوم نهاية العالم"؟

 

نهاية العالم؟:

الهدف التسويقي لهذه الشركة الناشئة، التي بدأت في أغسطس/آب 2022، هو الثروات الكبيرة جدا بالشرق الأوسط وكاليفورنيا وأوروبا، ولكن أعمالا بحجم “يوم القيامة” -كما تصفها المجلة- هي الجديد والمقلق، لأن مصطلح “البقاء على قيد الحياة” حتى الآن كان حكرا على أشخاص هامشيين بالزي العسكري، ويلعب دور المنقذ لحماية عائلاتهم.

أما في هذه الحالة، فالمتميزون هم من يبحثون بجدية عن مهرب، ويمكن أن يكونوا مجرد أصحاب ملايين أو مليارديرات حقيقيين يعيشون في بذخ ولكنهم يخشون الغد، ويتصورون أن أحداثا كارثية يمكن أن تقع مثل انهيار بيئي أو سيول جارفة أو سقوط كويكب أو ثورة اجتماعية أو أعمال إرهابية أو ندرة في الموارد مع فوضى أو هجوم نووي أو عاصفة شمسية، أو حتى وباء مميت، ولذلك يريدون الاستعداد لأسوأ الأحوال.

ومن أجل هذه المهمة، تعد شركة أوبديوم لطمأنة هؤلاء، بقصر محصن بـ “7 طرق تشغيل مختلفة لمقاومة أنواع مختلفة من التهديدات البيئية والمدنية والباليستية” ويمكن الوصول إليه بالسيارة بعد التحقق من الهوية بيومتريا عند المدخل، وهو محمي بعدة طبقات من الخرسانة المسلحة وفق معايير الناتو، ولديه مولدان للطاقة الصناعية مع بطاريات احتياطية عملاقة، ونظام ترشيح وتهوية في حالات الطوارئ يتحمل الحوادث الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، بالإضافة إلى مخزون من الأطعمة المغذية “لأشهر أو حتى سنوات”.

 

قصور تحت الأرض…كيف يستعد الأثرياء لـ "يوم نهاية العالم"؟

 

البقاء:

أما مزايا هذه القلعة فهي -كما تقول أوفيدوم- أن أصحابها المحظوظين لن يضطروا إلى الذهاب بعيدا للبحث عن مأوى ولن يخسروا الثروة المخصصة لبناء هذا المخبأ الفخم، لأنهم يستطيعون العيش فيه يوميا في غياب الكوارث، متمتعين بـ “راحة البال في الملاذ النهائي، عند أي حالة طوارئ ” وبالتالي تعد الشركة بـ “الأمن بدون تضحية” مع هندسة “يمكن أن تقارن موثوقيتها بآليات الساعات السويسرية”.

وتزدهر صناعة الخوف -حسب الكاتب- كل مرة يحدث فيها تهديد جديد، مثل هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 في الماضي والحوادث المناخية أو إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية أو جائحة كوفيد والحرب في أوكرانيا الآن، ولذلك قام الأميركي لاري هول، رائد في هذا القطاع بتصميم مجموعة من الشقق الفاخرة والبنى التحتية الجماعية، تم تركيبها في صومعة للصواريخ حفرها الجيش الأميركي عام 1960 على عمق 15 مستوى، لتصمد أمام هجوم نووي سوفياتي.

وفي هذا السياق، تقدم شركة بيبوس (Vivos) الكاليفورنية نفسها على أنها توفر “خطة إنقاذ للبشرية” حيث اشترى مؤسسها روبرت فيسينو موقعا عسكريا سابقا تبلغ مساحته 4600 هكتار، به 575 ملجأ، يمكن شراؤها وتحويلها عند الطلب إلى مساكن آمنة مريحة، ومثلها في ألمانيا.

ويبدو أن كابوس هذه النخبة النهائي -حسب الكاتب- هو تمرد الخاسرين في النظام، لأن اللامساواة آخذة في الاتساع، والغضب يصعد السلم الاجتماعي للطبقات الوسطى، ونظريات المؤامرة تغذي الشعبوية، وبالتالي تخاف النخب في وول ستريت ووادي السيليكون أنها ستكون الهدف الأول.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.