حضارات ومدن مفقودة… 9 أسرار في قاع المحيطات والبحار

0 193

حضارات ومدن مفقودة غمرتها المياه وأصبحت اليوم تحت الأعماق.

البشر بحاجة إلى الماء للبقاء على قيد الحياة، وبالتالي فإن الوصول إلى هذا المورد الطبيعي الثمين كان عاملاً مهمًا في تحديد المكان الذي صنعنا فيه منازلنا عبر التاريخ. فقد أتاح البناء بالقرب من الأنهار والبحيرات والينابيع للمستوطنين الأوائل الوصول إلى المياه النظيفة للاستخدام المنزلي والزراعي، إلى جانب توافر الأسماك كمصدر للغذاء. وأصبح السفر بالقوارب أيضًا وسيلة سهلة للتنقل على الأرض بسرعة أكبر مما مكّن البشر من الهجرة إلى مناطق جديدة.

مع انتشار البشر عبر القارات ونمو السكان، أصبحت التجارة بين الحضارات أكثر تواترًا. وسمحت المستوطنات الساحلية للسفن الكبيرة بالقدوم والذهاب، مما أدى إلى زيادة التجارة وتعزيز الاقتصاد المحلي، مع بناء العديد من مدن الموانئ كوسيلة للوصول إلى السلع النادرة والثروات. لكن المدن البحرية ليست دائمًا مكانًا آمنًا للاستقرار، حيث هناك دومًا تهديد من قبل الكوارث الطبيعية مثل الزلازل وأمواج تسونامي وسوء الأحوال الجوية وتغير مستويات سطح البحر التي يمكن أن تدمر في يوم واحد ما استغرق بناءه مئات السنين فالمياه يمكنها أن تقضي على الأرض والمباني والأرواح البشرية. سنتعمق في بعض الحضارات المفقودة التي اختفت الآن تحت الأعماق.

 

9 حضارات ومدن مفقودة غارقة في أعماق البحار والمحيطات:

1. ثونيس هيراكليون – مصر:

تاريخ الغرق: القرن السادس أو السابع.

مدينة مصرية قديمة قرب الفرع الكانوبي من النيل، حوالي 32 كم شمال شرق الإسكندرية، تقع بقايا مدينة هرقليون حاليا في خليج أبي قير على بعد 2.5 كم من الشاطىء وعلى عمق 10 متر (30 قدم)، في أبو قير حيث يستكشف علماء الآثار المدينتين الغارقتين هرقليون وكانوبوس منذ عام 1992. وبجانب كونها مركزًا دينيًا بارزًا، كانت مدينة هرقليون نقطة تجارية رئيسية على البحر المتوسط في القرن السادس قبل الميلاد. المدينة الساحلية هرقليون كانت تسمى من قدماء المصريين «ثونس» أو «تاهونى» وكانت ميناءً هامًا لمصر على البحر المتوسط؛ وكانت توصف بأنها «مدخل بحر اليونانيين»، كما هو معروف من لوحة في ناوكراتيس وجدت في عام 1899.

عندما بدأ علماء الآثار الغوص في هذا الموقع في التسعينات من القرن الماضي، اكتشفوا أطلال معبد هرقليون الذي كان مخصصًا لآمون وهرقل-خونسو. كما عثروا أيضًا على تماثيل ضخمة للآلهة وللملوك البطالمة وزوجاتهم وآنياتهم وجواهرهم والعديد من السفن الخشبية المحطمة.

 

حضارات ومدن مفقودة… 9 أسرار في قاع المحيطات والبحار
تمثال عملاق يبلغ وزنه 6 أطنان يعتقد أنه لإله النيل حابي، أحد أهم الاكتشافات من بين الأنقاض. Image credit: Alamy

 

2. دواركا (المدينة الذهبية) في خليج كامباي – الهند:

اكتشاف هذه المدينة الغارقة في عام 2000 أعاد إلى أذهان السكان المحليين حكاية هندية قديمة عن مدينة الإله كريشنا.

تقول الحكاية القديمة أن الإله كريشنا كانت له مدينة مزينة جميلة، مكونة من 70 ألف قصر، كلها مصنوعة من الذهب والفضة والمعادن الثمينة الأخرى. وظلت المدينة مزدهرة حتى موت كريشنا، عند هذه النقطة انتهت المدينة وانفجر كل ما فيها.

وتقع هذه الأطلال على عمق 40 مترا تحت سطح المحيط في خليج مدينة دواركا، التي تعد واحدة من أقدم سبع مدن في الهند

 

حضارات ومدن مفقودة… 9 أسرار في قاع المحيطات والبحار

 

3. مدينة الأسد (شي تشينغ) في بحيرة كويانداو – الصين:

تاريخ الغرق: 1959.

من أكثر المدن اثارة في العالم و واحدة من الوجهات السياحية الاكثر شعبية في الصين. بنيت هذه المدينة في عهد اسرة هان الشرقية بين عامي 25 – 200 ميلادي، تدعى هذه المدينة في الصينية شي تشنغ و تقع على عمق 35 الى 81 قدم تحت سطح بحيرة الالف جزيرة (كيندو).

كان هذه المدينة مركز السياسة والاقتصاد في مقاطعة تشاجيانغ الشرقية، في عام 1956 قررت الحكومة الصينية اغراق هذه المدينة عمداً في بحيرة صناعية لبناء محطة للطاقة الكهرومائية، حيث بقيت هذه المدينة منسية لما يقارب الخمسين عام لتصبح الان موقع سياحي هام ويطلق عليها اسم اتلانتس الشرق (أو اتلانتس الصين)، حيث اصبحت نسخة عن جزيرة اطلانتس الاسطورية والذي تسبب بجذب الكثير من السياح.

 

حضارات ومدن مفقودة… 9 أسرار في قاع المحيطات والبحار
by Chinese National Geography

 

4. أهرامات يوناجوني “Yonaguni – Jima” – اليابان:

يوناجوني هي واحدة من اكثر الاكتشافات الاثرية المثيرة للجدل ولايزال الخبراء الى يومنا هذا يتجادلون حول ما اذا كانت هذه المدينة من صنع الانسان أم انها مجرد حدث طبيعي، فعادة في الطبيعة لا توجد أشكال هرمية مُقطعة على هيئة مربعات ومثلثات بهذه الدقة، إلا أن بعض الخبراء لا زالوا يؤكدون أن هذه الأهرامات من عمل الطبيعة.

يقال ايضاً ان الغواصين عثروا على رسومات وعلامات اخرى، ويقول خبراء آخرون، في حال كانت هذه الهياكل من صنع الانسان فقد تم بناؤها في وقت ما خلال العصر الجليدي وتعود الى ما يقارب 10,000 عام قبل الميلاد. اكتشفت هذه الاهرامات من قبل غواص عام 1995.

 

حضارات ومدن مفقودة… 9 أسرار في قاع المحيطات والبحار

 

5. الخليج الملكي “Port Royal” – جامايكا:

تاريخ الغرق: 1692.

كانت مدينة بورت رويال بجاميكا ملاذًا للقراصنة في منطقة البحر الكاريبي تعرف باسم “أشرس مدينة على وجه الأرض”، قبل أن يؤدي الزلزال المدمر وتسونامي في عام 1692 إلى غرق ثلثي المدينة تحت الأمواج.

ومن بين سكان البلدة الذين يقدر عددهم ب 6500 نسمة في ذلك الوقت، يعتقد أن 2000 شخص لقوا حتفهم في الزلزال وأمواج تسونامي. وتوفي 3000 آخرين متأثرين بجروحهم وأمراضهم في أعقاب ذلك. ويستقر اليوم على عمق 40 قدما تحت المحيط، وما زالت آثاره في حالة جيدة.

 

حضارات ومدن مفقودة… 9 أسرار في قاع المحيطات والبحار

 

6. سافتينغ – هولندا:

تاريخ الغرق: 1584

سافتينغ هي الآن مستنقع يعرف باسم الأرض الغارقة. هذه المنطقة كانت ذات يوم قرية مزدهر في القرن 13، استنزف الناس الأهوار حتى يتمكنوا من البناء على الأراضي الخصبة؛ كما رفعوا السدود حول الأراضي المستصلحة لحمايتها من الفيضانات. وقد فُقدت الكثير من الأراضي المحيطة بسايفتينغي في طوفان “القديسين” عام 1570، لكن الضربة الأخيرة جاءت خلال حرب الثمانين عامًا في عام 1584 عندما أُجبر الجنود الهولنديون الذين كانوا يقاتلون في الحرب مع الإسبان على تدمير آخر حاجز أثناء الدفاع عن أنتويرب، مما سمح لمياه شيلدت بتدمير المدينة.

 

حضارات ومدن مفقودة… 9 أسرار في قاع المحيطات والبحار
مستنقع “الأرض الغارقة”

 

7. رانغهولت – ألمانيا:

تاريخ الغرق: 1362

لا يزال الموقع الدقيق لـرانغهولت الذي لطالما اعتبر مجرد أسطورة غير واضح، على الرغم من أن القطع الاثرية والأدلة على زراعة الأراضي التي تم العثور عليها في بحر وادن تشير إلى وجودها كميناء تجاري. ووفقًا لدراسة نشرت في مجلة Quaternary International يُعتقد أن فيضان القديس مارسيليوس، المعروف أيضًا باسم غرق الرجال العظيم، هو السبب وراء اختفاء المدينة في عام 1362، إذ اجتاح المد والجزر الناجم عن إعصار خارج المداري من بحر الشمال المدينة، ما أدى إلى تدمير سواحل الجزر البريطانية وهولندا وشمال ألمانيا والدنمارك وموت ألاف السكان.

 

حضارات ومدن مفقودة… 9 أسرار في قاع المحيطات والبحار

 

8. بافلوبيتري “Pavlopteri” – اليونان:

يُعتقد أنها أقدم مدينة تحت الماء في العالم. فتقع هذه المدينة على الساحل الجنوبي لأكونيا في اليونان، ويعتقد أن تاريخها يعود لأكثر من 5000 عام. وشكّل الموقع قيمة اثرية كبيرة منذ اكتشافه في عام 1967 لأنه عبارة عن مدينة كاملة تقريبًا، تحتوي على شوارع ومبانٍ وحدائق ومقابر.

 

حضارات ومدن مفقودة… 9 أسرار في قاع المحيطات والبحار

 

9. سان روما دي ساو “San Roma de Sau”، إسبانيا:

في منطقة أوسونا في كاتالونيا ، تقع هذه قرية سان روما دي ساو المغمورة بالكامل بالمياه.

كانت هذه القرية التي يبلغ عمرها 1000 عام تحتوي على منازل وجسر وكنيسة رومانية، ولقد غمرتها المياه في الستينيات. جميع معالم القرية مغمورة، باستثناء برج الكنيسة الذي يرتفع فوق مستوى الماء. خلال فترات الجفاف، وحين ينخفض مستوى الماء، يمكن زيارة الموقع لمشاهدة معظم معالم القرية الغارقة.

 

حضارات ومدن مفقودة… 9 أسرار في قاع المحيطات والبحار

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.