الحرب التي أضافت نصف مساحة المكسيك إلى الولايات المتحدة الأمريكية

0 1٬683

انتقلت أكثر من نصف المساحة التي كانت تشكّل الأراضي المكسيكية إلى يد الولايات المتحدة الأمريكية عبر اتفاقية (غوادالوبي-هيدالغو)، الموقّعة من قبل الطرفين الأمريكي والمكسيكي بعد انتهاء الحرب الأمريكية المكسيكية عام 1848، وقد اقترح مؤخراً سيناتور مكسيكي إعادة النظر في هذه الاتفاقية إذا انتخب (دونالد ترامب) رئيساً. فما هي الولايات المكسيكية التي احتلتها أمريكا ومتى كان ذلك؟

 

“أنا بلدة صغيرة تقع في جنوب تكساس، ونعم، إذا كنتم تعرفون التاريخ، فأنتم تعرفون أن تلك الأراضي كانت جزءاً من المكسيك.”

هذه كانت كلمات (إيفا لونغوريا) خلال مؤتمر أظهرت فيه تأييدها للمرشحة للرئاسة الأمريكية (هيلاري كلينتون).

“أنا أمريكية من جيل جديد من المهاجرين اللاتينيين، لكن عائلتي لم تقطع الحدود، بل الحدود هي من قطعتنا.”

وقد يبدو من الغريب أن ما قالته الممثلة الشهيرة (غابرييل سوليس) التي اشتهرت بدورها في مسلسل Desperate Housewives (2004-2012) حقيقة كاملة.

 

الحرب الأمريكية المكسيكية - الولايات الأمريكية التي كانت ملكاً للمكسيك
الولايات الأمريكية التي كانت ملكاً للمكسيك

الولايات الأمريكية التي كانت ملكاً للمكسيك:

فما يعرف اليوم من ولايات (كاليفورنيا، ونيفادا، ويوتاه، ونيو مكسيكو، وتكساس) أنها كلها كانت جزء من الأراضي المكسيكية قبل الحرب الأمريكية المكسيكية – وكذلك كانت أجزاء من (أريزونا، وكولورادو، ويومينغ، وكانساس، وأوكلاهوما).

إن الأمر الذي أدى إلى نقل هذه الأراضي هي اتفاقية (غوادالوبي-هيدالغو)، التي تعرف رسمياً باسم اتفاقية السلام والصداقة والحدود والتسوية النهائية بين الولايات المتحدة المكسيكية والولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب الأمريكية المكسيكية.

وقد وُقِّعَت الاتفاقية من قبل حكومتي المكسيك والولايات المتحدة في الثاني من شباط عام 1848 وبذلك انتهت الحرب الأمريكية المكسيكية التي كانت تدور بين البلدين من عام 1846 حتى تاريخه.

 

إقرأ أيضاً على أعجمي: يوم الموتى في المسكيك – يوم النوم بين القبور!

 

الأراضي المسلوبة في الحرب الأمريكية المكسيكية:

عمدت المكسيك، بعد خروجها من حرب دامت 11 سنة أدت إلى استقلالها، ولأجل تحسين اقتصادها، إلى تعزيز قبضتها على الأراضي الشمالية الواسعة، من بينها (كاليفورنيا، ونيو مكسيكو، وتكساس). وللقيام بذلك، قامت المكسيك ببيع مساحات من الأراضي بأسعار منخفضة، مع إعفاء من الضرائب لمدة 5 سنوات لكل أجنبي يرغب بأن يحصل على الجنسية المكسيكية ويلتزم بالامتثال للقوانين المكسيكية.

وكنتيجة لذلك، استقر عدد كبير من الناس الوافدين من بلدان عدة في السهول الخصبة ل (تكساس) وتحوّلوا إلى مواطنين مكسيكيين قانونيين، ومن بينهم عدد كبير من مواطني الولايات المتحدة الأمريكية. ووفقاً لتقارير نشرت حينها، أن لكل مكسيكي كان هناك ثمانية متحدثين باللغة الإنكليزية.

ضم تكساس إلى الولايات المتحدة الأمريكية:

صوت الكونغرس الأمريكي لضم (تكساس) في نهاية شباط عام 1845، الأمر الذي طالب به جزء من الأمريكيين القاطنين في الأراضي المكسيكية وبنية واضحة بدأت فعلاً في اتفاقية بيع (لويزيانا) عام 1803. وفي كانون الثاني من العام التالي، قام الرئيس (جيمس بولك) بإعطاء تصريح للجنرال (زكريا تيلور) ليشن حملة مع جنوده حتى نهر برافو (النهر الكبير) في الأراضي المكسيكية.

وجراء المواجهات التي جرت بين جنود الجيش المكسيكي والأمريكي، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب على المكسيك في آذار عام 1846. ومن ذلك الوقت، قامت قطع من الجيش الأمريكي بالدخول إلى المكسيك من مناطق مختلفة، وقامت البحرية بإغلاق خليج المكسيك والمياه المقابلة للمكسيك في المحيط الهادئ، وحلّت الهزائم بالمكسيكيين.

 

الحرب الأمريكية المكسيكية
الحرب الأمريكية المكسيكية

الجيش الأمريكي في عاصمة المكسيك:

ولأجل سحب جنودها، طلبت الولايات المتحدة من المكسيك أن تسلّمها ولايتي (نيو مكسيكو، وكاليفورنيا العليا)، وأن تسمح لها بعبور حر عبر (تيهوانتيبيك). لكن الحكومة المكسيكية لم توافق على هذه الشروط، لذلك تابع الجنود الأمريكيون تقدمهم، حتى وصلوا إلى تخوم مدينة (مكسيكو).

وجراء الهزيمة في (سيرّو غوردو)، قام الرئيس (أنتونيو لوبيس دي سانتا آنّا) بإعلان استقالته من منصبه، وقام خلفه رئيس المحكمة العليا (مانويل دي لا بينيا) بالعودة إلى مناقشات السلام مع الأمريكيين. وانتهى هذا بتوقيع اتفاقية (غوادالوبي-هيدالغو)، التي بالإضافة إلى نقل ملكية الأراضي، جعلت نهر (برافو) أو (النهر الكبير) خطاً حدودياً فصل (تكساس) عن المكسيك.

 

الحرب الأمريكية المكسيكية

 

ما بعد الحرب الأمريكية المكسيكية:

كما تم النص على حماية الحقوق المدنية وحماية الملكية الخاصة بالمكسيكيين الذين بقوا في الأراضي التي أصبحت الآن أمريكية.

على أي حال، وقبل التصديق على القرار بشكل كامل، ألغت الولايات المتحدة الأمريكية القرار الذي يسمح للمكسيكيين بالاحتفاظ بملكياتهم من الأراضي التي ضمنتها لهم الحكومة المكسيكية، وتُرِك الأمر للكونغرس الأمريكي ليبت في قضية إعطائهم الجنسية الأمريكية. وكنتيجة لذلك، تعتبر هذه الاتفاقية من النقاط الأكثر سواداً في تاريخ المكسيك، حيث خسرت معها أكثر من نصف مساحة أراضيها.

الحرب الأمريكية المكسيكية اليوم:

ينشط مجتمع في أوساط وسائل التواصل الاجتماعية منذ عام 2011 ويدعى: Queremos que Estados Unidos devuelva los territorios que robó a México، والذي يعني “نريد من الولايات المتحدة أن تعيد الأراضي التي سرقتها إلى المكسيك”. وقد علّق أحد الأعضاء رداً على قرار بناء الجدار: “معاً حتى استعادة الأراضي!”.

ترجم عن مقال من موقع La nacion.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.