الرجل ذو الذراع الذهبية الذي أنقذ 2.4 مليون طفل

0

يُعرف “جيمس هاريسون”، المُلقب باسم “الرجل ذو الذراع الذهبية”، بأنه أنقذ أرواح 2.4 مليون طفل بعد التبرع بالدم لهم كل أسبوع تقريباً لمدة 60 عاماً.

الأسترالي البالغ من العمر 81 عاماً تبرع بالدم أكثر من 1100 مرة منذ أن بلغ عامه ال 21. ولأن دمه يحتوي على أجسام مضادة فريدة لمقاومة الأمراض، فإنه يُستخدم لإنشاء حقنة تحارب مرض الريسوس، وهي حالة يهاجم فيها دم المرأة الحامل أطفالها الذين لم يولدوا بعد.

 

الرجل ذو الذراع الذهبية الذي أنقذ 2.4 مليون طفل

 

لكن بعد بلوغه الحد الأقصى لسن التبرع بالدم، سيعود إلى التقاعد. خدمة الدم التابعة للصليب الأحمر بالبلاد، قدمت له جزيل الشكر والتقدير حول عدد الأرواح التي أنقذها. وقال “هاريسون”، الذي حصل على وسام أستراليا – الذي يعد أعلى تكريم في البلاد – في عام 1999: “يصبح الأمر مزعجاً عندما يقولون “أوه، لقد قمت بذلك أو فعلت ذلك أو كنت بطلا “.

 

الرجل ذو الذراع الذهبية الذي أنقذ 2.4 مليون طفل

 

“إنه شيء يمكنني القيام به. إنها واحدة من مواهبي، وربما موهبتي الوحيدة، هي أنني أستطيع أن أكون متبرعاً بالدم “.
وأضاف في مقابلة منفصلة مع “9News” الأسترالية: “لقد أنقذت الكثير من الأرواح وجلبت الكثير من الأطفال الجدد إلى هذا العالم. هذا يجعلني أشعر أنني بحالة جيدة، فلقد ازداد عدد السكان بملايين كثيرة ، على ما أعتقد.”

 

اقرأ أيضاً على أعجمي: انخفاض مستوى استهلاك التبغ عالمياً مؤشر على زيادة الوعي لمخاطره

جيمس هاريسون الرجل ذو الذراع الذهبية المتبرع بالدم لاكثر من مليوني طفل:

سنويا، ينجو عدد هائل من البشر من الموت بفضل عمليات نقل الدم حيث يحصل هؤلاء على دماء متبرعين لضمان بقائهم على قيد الحياة عقب مشاكل صحية قد تتمثل في فقدانهم لكميات كبيرة من الدم بسبب حادث أو خضوعهم لجراحة خطيرة أو لعلاج أمراض كفقر الدم ونقص الصفيحات الدموية والهيموفيليا.

إلى ذلك، أصبحت عمليات التبرع بالدم ممكنة بفضل تكاتف جهود العديد من العلماء كان أبرزهم النمساوي كارل لاندشتاينر الذي حدد فئات الدم ونبّه من مخاطر نقل الدم بين فئتين غير متطابقتين.

من جهة ثانية، دوّن التاريخ بأحرف من ذهب أسماء العديد من الأشخاص بمجال التبرع بالدم. وقد صنّف الأسترالي جيمس هاريسون (James Harrison)، المولود يوم 27 كانون الأول/ديسمبر 1936، كأحد أهم المتبرعين في تاريخ البشرية حيث ساهم الأخير لوحده في إنقاذ ما يزيد عن مليوني شخص.

اكتشف “هاريسون”، من “نيو ساوث ويلز”، أن دمه كان له خصائص فريدة عندما تمت إزالة رئته وهو في عمر ال 14 عاماً فقط.
حيث وجد الأطباء أنها تحتوي على جسم مضاد والذي يمكن استخدامه لإنشاء الحقن ” المضادة لـ D ” المنقذة للحياة.
لذلك بدأ في التبرع ببلازما الدم كل أسبوع.

“في أستراليا، حتى عام 1967، كان هناك آلاف الأطفال يموتون كل عام، والأطباء لم يعرفوا السبب، وقد كان ذلك مروعاً”. قالت “جيما فالكنماير”، من جمعية الصليب الأحمر الأسترالي لخدمات الدم ، لشبكة “سي إن إن” في عام 2015. “كانت النساء يعانين من حالات إجهاض كثيرة وكان الأطفال يولدون بأذية في الدماغ، وكانت أستراليا واحدة من أوائل الدول التي اكتشفت متبرعاً بالدم مع هذا الجسم المضاد، لذلك كان الأمر ثورياً في ذلك الوقت.”

 

الرجل ذو الذراع الذهبية جيمس هاريسون
جيمس هاريسون في جلسة التبرع بالدم الأخيرة التي قام بها ويحيط به عدد من الأطفال الذين أنقذهم – المصدر: stevensiewert

 

“كل كيس من الدم ثمين، لكن دم جيمس هو استثنائي بشكل خاص. كل دفعة من مضاد D المنقذة للحياة التي صنعت في أستراليا قد أتت من دم جيمس. وإن أكثر من 17٪ من النساء في أستراليا كانوا معرضين للخطر حيث ساعد جيمس في إنقاذ الكثير من الأرواح”.

لا يعرف الأطباء على وجه اليقين سبب امتلاك هاريسون لهذا النوع الدموي النادر، ولكنهم يشكون في أنه ربما قد يكون ناجماً عن عمليات نقل الدم التي تلقاها بعد عملية استئصال الرئة التي قام بها. وقالت خدمة الدم بأنه قد كان واحداً من أقل من 50 شخصاً في أستراليا معروف أن لديهم الأجسام المضادة.

الآن “جيمس” قد تقاعد، إنهم يأملون أن يتقدم أشخاص آخرون بدم يحتوي على أجسام مضادة مشابهة. وقالت السيدة “فالكنماير”: “كل ما يمكننا القيام به هو الأمل في أن يكون هناك أشخاص سخيون بما يكفي للقيام بذلك، وبطريقة غير أنانية… بذات الطريقة التي قام بها جيمس”.

مترحم بتصرف عن: independent

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.