اكتشاف تصوير للملكة حتشبسوت على قطعة أثرية
اكتشف د.(كين غريفين) -أستاذ بعلم المصريات في جامعة سوانزي- تصويراً يعود إلى أشهر ملكات الفراعنة على مر التاريخ وهي الملكة (حتشبسوت)، وهي واحدة من العديد من النساء الذين حكموا مصر القديمة. وجد د.غريفين هذا التصوير على إحدى القطع في المركز المصري في جامعة سوانزي، المركز الذي يوفر الفرصة للطلاب الذين يدرسون علم المصريات باللمس والتعامل مع القطع الأثرية المصرية القديمة، وقد اُختيرت هذه القطعة لجلسة من جلسات معالجة وحدة الفن والعمارة الفرعونية.
اقرأ أيضاً على أعجمي: تقديم الأضاحي طقس ديني قديم – لكن ماذا عن الأضاحي البشرية؟
مكونات القطعة، ومن أين جاءت؟؟
تتكون هذه القطعة من جزأين غير منتظمين، مصنوعين من الحجر الجيري وتم لصقهم مع بعضهم البعض، وقد تم الاحتفاظ بهذه القطعة في المخزن لأكثر من عشرين عاماً إلى حين تم طلبها لجلسة معالجة، بناءً على صورة بالأبيض والأسود قد أخذت لها.
يصور الجزء الأمامي إحدى الشخصيات الذي يبدو أن وجهه مفقود لسوء الحظ، وتظهر آثار للكتابة الهيروغليفية فوق الرأس، بالإضافة لبقايا مروحة ملكية. تشير تلك الأيقونة أنها تعود إلى أحد الملوك الذين حكموا مصر بسبب وجود رأس لأفعى (الكوبرا) على جبين الشخصية، ولكن من هذا الفرعون؟ ومن أين جاءت هذه القطعة؟
لم يزود البحث في السجلات الخاصة بالمركز المصري، د.غريفين بأي معلومات عن الموطن الأصلي أو المكان الذين وجدوا فيه هذه القطعة، ما هو معروف أنها جاءت إلى سوانزي في عام )1971) كجزء من توزيع لممتلكات ترجع إلى السيد هنري ويلكوم -رجل أعمال في مجال صناعة الأدوية- يعيش في لندن. يبلغ سُمك القطعتين أقل من خمسة سم، ومن الجلي أنه تم إزالتها من جدران معبد أو مقبرة، حيث تظهر علامات القطع على ظهر القطعة.
بعد زيارته لمصر في أكثر من خمسين مناسبة، أدرك د.غريفين أن الأيقونة مشابهة للنقوش الحجرية الموجودة داخل معبد حتشبسوت في الدير البحري في محافظة الأقصر، الذي تم بناؤه أثناء ذروة المملكة المصرية الجديدة. يظهر هذا التشابه بالتحديد في طريقة استعراض الشعر، والحلية التي على شكل أفعى المبرومة حول رأس الشخصية، والزخرفة بالمروحة الملكية، كل هذه الأمور معروف تواجدها في معبد الدير البحري.
الأهم من ذلك، أن الكتابة الهيروغليفية الموجودة فوق رأس الشخصية – والتي يتواجد ما يعادلها نصاً في أماكن أخرى من المعبد – تستخدم ضميراً مؤنثاً، وهذا يعد إشارة واضحة أن هذه الشخصية أُنثى.
من هي الملكة حتشبسوت؟
الملكة حتشبسوت إحدى ملكات الأسرة الثامنة عشر، وواحدة من عدد قليل من الملكات الذين شغلوا هذا المنصب. في إحدى فترات حكمها المبكرة صُورت كامرأة ترتدي ثوباً ولكن بالتدريج أخذت تكتسب المزيد من الصفات الذكورية التي تشمل تصويرها بلحية في الفترات المتقدمة من حكمها.
عُرف عصر الملكة حتشبسوت بالازدهار والسلام، مما سمح لها ببناء الكثير من الآثار في كافة أرجاء مصر وبالتحديد معبدها التذكاري (معبد الدير البحري) الذي تم بناؤه للاحتفال وأيضاً لعبادة الإله، ويعد هذا المعبد تحفة معمارية مصرية قديمة.
العديد من القطع تمت سرقتها من المعبد في أواخر القرن التاسع عشر، قبل أن يتم التنقيب بين عامي (1902 -1909( على المعبد من قبل جمعية استكشاف مصر. منذ عام (1961) كانت مهمة البعثة البولندية آنذاك هي التنقيب عن المعبد واستعادته وتسجيله.
ومع ذلك، لم ينته اللغز وراء هذه القطعة؛ في الجزء الخلفي تظهر صورة لرجل بلحية قصيرة، في البداية لم يكن هناك أي تفسير للأمر، لكن الآن من الواضح أن القطعة قد تمت إزالتها وإعادة ترميمها في الآونة الأخيرة من أجل إكمال باقي الوجه الخاص بالجزء السفلي من القطعة، وأن الاستبدال الذي حدث للقطعة أسفل الشكل يفسر لنا القطع الغير العادي للجزء العلوي. من المرجح أن من فعل ذلك هو تاجر تحف أو بائع بالمزاد أو حتى المالك الأصلي للقطعة ليزيد من ثمنها وجاذبيتها. مؤخراً، تم التأكيد على أن التاريخ -الذي تم فيه لصق القطعتين مع بعضهم البعض- يعد مجهولاً.
موطن التحفة وأهميتها.
بينما يعد معبد الدير البحري المكان المرجح ليكون موطن هذه التحفة، إلا أننا نحتاج إلى المزيد من البحوث لنؤكد هذا الأمر، ويمكن يوماً ما أن نحدد المكان التي جاءت منه القطعتين.
ونظراً لأهمية هذه القطعة، فقد تم عرض رأس الملكة حتشبسوت في مكان بارز في إحدى المعارض الخاصة بالمركز المصري في جامعة سوانزي، لتوفير الفرصة لزوار المركز لمشاهدتها.
مترجم بتصرف عن: sciencedaily