“فريدا كالو”: من رحم المعاناة إلى أيقونة عالمية (1907 – 1954)

0 422

“فريدا كالو” هي فنانة مكسيكية، اشتهرت برسم اللوحات الذاتية. تزوجت من الرسام “دييغو ريفيرا”، ولا تزال إلى يومنا هذا أيقونة مبجّلة كرمز نسوي.

تُعتبر الفنانة “فريدا كالو” واحدة من أعظم الفنانين في (المكسيك)، حيث بدأت عموماً في رسم اللوحات الذاتية لنفسها بعد أن أُصيبت بجروح بالغة في حادث حافلة. أصبحت “كالو” فيما بعد ناشطة سياسياً وتزوجت من زميلها الفنان الشيوعي “دييغو ريفيرا” في عام 1929. وعَرضت لوحاتها في (باريس) و(المكسيك) قبل وفاتها في عام 1954.

  • لوحات “فريدا كالو”:

  1. “فريدا ودييغو ريفيرا” (1931):
    عرضت “كالو” هذه اللوحة في المعرض السنوي السادس لجمعية (سان فرانسيسكو) للفنانات، وهي المدينة التي كانت تعيش فيها مع “ريفيرا” في ذلك الوقت. في اللوحة التي رسمتها بعد عامين من زواجهما، تظهر “كالو” وهي تمسك يد “ريفيرا” بخفّة، في حين يمسك هو بلوحة الألوان وفرشاةٍ باليد الأخرى، تشير هذه اللوحة إلى العلاقة المضطربة بين الزوجين في المستقبل. اللوحة الآن موجودة في متحف (سان فرانسيسكو للفن الحديث).
  2. “مستشفى هنري فورد” (1932):
    في عام 1932، دمجت “كالو” عناصر حيّة وسريالية في عملها. في هذه اللوحة، تظهر “كالو” عارية على سرير المستشفى مع عدة عناصر- (جنين، حلزون، زهرة، حوض وغيرها) – تطفو حولها ومتصلة بها بواسطة خيوط حمراء تشبه العروق. كما هو الحال مع صورها الذاتية السابقة، كان هذا العمل يحمل طابعاً شخصياً للغاية، حيث كان يروي قصة إجهاضها الثاني.
  3. “انتحار دوروثي هيل” (1939):
    طُلب من “كالو” أن ترسم صورة لصديقتها الممثلة “دوروثي هيل”، التي انتحرت في وقت سابق من ذلك العام بالقفز من مبنى شاهق. كان المقصود أن تكون اللوحة هدية للأم الحزينة. ولكن بدلاً من صورة تقليدية، رسمت “كالو” قصة قفزة “دوروثي” المأساوية.

    المصدر: fridakahlo
    لوحة قفزة “دوروثي” المأساوية.

     

  4. “فريدا المزدوجة” (1939):
    واحدة من أشهر أعمال “كالو”. تُظهر اللوحة نسختين من الفنانة تجلسان جنباً إلى جنب، مع كلا قلبيهما مكشوفان. ترتدي واحدة منهما كل شيء تقريباً باللون الأبيض ولها قلب متضرر وبقع دماء على ملابسها. والأخرى ترتدي ملابس جريئة اللون ولديها قلب سليم. ويُعتقد أنّ هاتين الشخصيتين تمثلان نسخاً من “كالو”، “المحبوبة” و”غير المحبوبة”.

    المصدر: fridakahlo
    لوحة فريدا المزدوجة

     

  5. “العمود المكسور” (1944):
    شاركت “كالو” تحدياتها الجسدية من جديد من خلال فنها مع هذه اللوحة، التي صوّرت “فريدا” نفسها تقريباً عارية مع شُق في منتصفها، كاشفة عن عمودها الفقري كعمود مُحطّم. كما أنها ترتدي دعامة جراحية وبشرتها مليئة بالمسامير. في ذلك الوقت، كانت “كالو” قد أجرت العديد من العمليات الجراحية وارتدت مشدّات خاصة لمحاولة إصلاح ظهرها. واصلت “كالو” البحث عن مجموعة متنوعة من العلاجات لألمها البدني المزمن لكن دون نجاحٍ يذكر.

    اقرأ أيضاً على أعجمي: سيرة حياة أوبرا وينفري Oprah Winfrey
  • الحادث:

 في 17 أيلول 1925، سافرا “كالو” و”أليخاندرو غوميز أرياس”؛ وهو صديقها في المدرسة كانت تجمعهما علاقة عاطفية، سوياً عندما اصطدمت الحافلة التي كانت تُقلّهما بترام. ونتيجة للتصادم، اخترق درابزين حديدي فخذ “فريدا” وخرج من الجانب الآخر. وقد أُصيبت بعدة إصابات خطيرة نتيجة لذلك، بما في ذلك كسور في العمود الفقري والحوض. بعد البقاء في مستشفى (الصليب الأحمر) في (مكسيكو سيتي) لعدة أسابيع، عادت “كالو” إلى المنزل لتتعافى أكثر. فبدأت الرسم أثناء فترة شفائها، وانتهت من أول لوحة ذاتية لها في العام التالي، وقامت بإعطائها ل “غوميز أرياس”.

  • “فريدا كالو” و”دييغو ريفيرا”:

في عام 1929، تزوجت “فريدا كالو” من رسام اللوحات الجدارية المكسيكي “دييغو ريفيرا”. التقى “كالو” و”ريفيرا” لأول مرة في عام 1922 عندما ذهب “دييغو” للعمل على مشروع في مدرستها الثانوية. وغالباً ما كانت “كالو” تشاهده وهو يقوم برسم لوحة جدارية تسمى “الخلق – The Creation” في قاعة المحاضرات في المدرسة. وبحسب بعض التقارير، أخبرت “فريدا” صديقاً لها، أنها في يوم من الأيام ستتزوج من “ريفيرا”.
تم التواصل بينهما مرةً أخرى في عام 1928. حيث قام بدعم أعمالها الفنية، ونشأت علاقة بينهما. غالباً ما تبعته “كالو” خلال سنواتهم الأولى معاً، استناداً إلى المكان الذي يستلم فيه “ريفيرا” المهمات. في عام 1930، عاشوا في (سان فرانسيسكو، كاليفورنيا). ثم ذهبوا إلى مدينة (نيويورك) لمشاهدة عرض “ريفيرا” في متحف (الفن الحديث)، ومن ثم انتقلوا بعد ذلك إلى (ديترويت) من أجل مُهمّة عمل ل “ريفيرا” مع معهد (ديترويت للفنون).

كان الوقت الذي قضياه في مدينة (نيويورك) عام 1933 محاطاً بالجدل.
بتكليف من “نيلسون روكفيلر”، أنشأ “ريفيرا” لوحة جدارية بعنوان “رجل عند مفترق طرق” في مبنى(RCA) في مركز (روكفيلر). أوقف “نيلسون” العمل على المشروع بعد أنّ ضم “ريفيرا” صورة للزعيم الشيوعي “فلاديمير لينين” في اللوحة الجدارية. عاد الزوجان إلى (المكسيك) بعد أشهر من هذه الحادثة، وذهبا للعيش في (سان إنجيل , المكسيك). وبالرغم من أنهما تشاركا منزلاً واستوديوهات في (سان إنجيل)، إلّا أنهما كانا يعيشان حياةً منفصلة. وأعربت “كالو” عن حزنها الشديد بسبب خياناته المتعددة، بما في ذلك علاقة غرامية مع أختها “كريستينا”. ورداً على هذه الخيانة العائلية، قصّت “فريدا” معظم شعرها الطويل الداكن الذي كان يُعتبر كعلامة تجارية خاصة بها. وبالرغم من رغبتها الشديدة في أن تنجب طفلاً، لكنها عانت مرةً أخرى من الإجهاض في عام 1934.

مر كل من “كالو” و”ريفيرا” بفترات من الانفصال، لكنهما اتحدا معاً لمساعدة الشيوعي السوفيتي المنفي “ليون تروتسكي” وزوجته “ناتاليا” في عام 1937. جاء “تروتسكي” ليبقى معهم في البيت الأزرق (منزل طفولة “فريدا”) لفترة من الوقت في عام 1937 إلى حين تلقّى “ليون” اللجوء في (المكسيك). خَشِيَّ “تروتسكي” – الذي كان ذات مرة منافساً للزعيم السوفيتي “جوزيف ستالين” – من أن يتمّ إغتياله من قِبل عدوّه القديم. وانتشرت بعض الأخبار عن أنّ “كالو” و”تروتسكي” كانا على علاقة قصيرة خلال تلك الفترة. تطلّقت “فريدا” من “دييغو” في عام 1939. لكن لم يدم الأمر طويلاً، حيث تزوجا مرةً أخرى في عام 1940. استمر الزوجان في عيش حياة منفصلة إلى حد كبير، وكلاهما انخرط مع أشخاص آخرين على مر السنين.

  • فيلم “فريدا كالو”:

تمّ إصدار فيلم يروي قصة حياة “فريدا كالو” عام 2002 بعنوان (فريدا)، بطولة “سلمى حايك” بدور الفنانة و”ألفريد مولينا” بدور “دييغو ريفيرا”. من إخراج “جولي تيمور”. ترشّح الفيلم لستة جوائز أكاديمية وفاز بجائزة أفضل مكياج وأفضل موسيقى تصويرية.

  • متحف “فريدا كالو”:

تم افتتاح منزل العائلة التي ولدت ونشأت فيه “فريدا”، والذي يشار إليه باسم (البيت الأزرق) أو (كازا أزول)، كمتحف في عام 1958. يقع في كويواكان , مكسيكو). يضم متحف “فريدا كالو” أشياء تخصُّ الفنانة، جنباً إلى جنب مع بعض من أعمالها ومنها:
“فيفا لا فيدا” (1954)، “فريدا والقيصرية” (1931)، و”صورة والدي” Wilhelm Kahlo (1952).

المصدر: tripsavvy
البيت الأزرق (متحف فريدا كالو)
  • كتاب “فريدا كالو”:

ساعد كتاب “هايدن هيريرا” عام 1983 -( فريدا: سيرة ذاتية لفريدا كالو )- على إثارة الاهتمام بالفنانة. يغطي هذا العمل طفولة “كالو”، الحادثة، المهنة الفنية، الزواج من “دييغو ريفيرا”، والاشتراك مع الحزب الشيوعي وعلاقاتها العاطفية.

  • ميلادها:

وُلدت “فريدا” باسم “ماغدالينا كارمن فريدا كالو” في 6 تموز 1907، في ( كويواكان، مكسيكو سيتي، المكسيك).

  • الأسرة والتعليم:

كان والدها مصوراً ألمانياً هاجر إلى (المكسيك)، حيث التقى وتزوج من والدتها “ماتيلد”. كان لديها شقيقتان كبيرتان “ماتيلد” و”أدريانا”، وشقيقة صغرى “كريستينا”، ولدت بعد عامٍ من “فريدا”.
أصيبت “كالو” بشلل الأطفال في حوالي سن السادسة، مما جعلها طريحة الفراش لمدة تسعة أشهر. بعد تعافيها من المرض، كانت “فريدا” تعرج في مشيتها لأنّ المرض قد أضرّ بقدمها وساقها اليمنى. شجعها والدها على لعب كرة القدم، الذهاب للسباحة، وحتى المصارعة لمساعدتها على الشفاء.
في عام 1922، التحقت “كالو” بالمدرسة الوطنية الإعدادية الشهيرة. وأصبحت معروفة بروحها المرحة وحبها للملابس والمجوهرات التقليدية والملونة.
أثناء وجودها في المدرسة، أمضت “فريدا” وقتها مع مجموعة من الطلاب ذوي التفكير السياسي والفكري وأصبحت ناشطة سياسياً، وانضمت إلى التحالف الشيوعي الشبابي والحزب الشيوعي المكسيكي.

  • مسيرتها الفنية:

صادقت “كالو” ، “أندريه بريتون” – مؤسس الحركة السريالية – والذي يُعتبر واحد من الشخصيات الرئيسية في هذه الحركة الفنية والأدبية في عام 1938. كان لدى “فريدا” في ذات العام معرضاً كبيراً في إحدى المعارض في مدينة (نيويورك)، حيث بيعت حوالي نصف اللوحات التي كانت معروضةً هناك. ونتيجة لهذا العرض، تلقت “كالو” مُهمّتي عمل، أحدهما من محررة المجلة الشهيرة “كلير بوث لوس”.
في عام 1939، ذهبت للعيش في (باريس) لبعض الوقت. وهناك عَرضت بعض لوحاتها وطوّرت صداقات مع فنانين مثل “مارسيل دوشامب” و”بابلو بيكاسو”.
تلقت “كالو” مهمة من الحكومة المكسيكية لرسم خمس لوحات عن نساء مكسيكيات مهمات في عام 1941، لكنها لم تتمكن من إنهاء المشروع. حيث فقدت والدها الحبيب ذلك العام واستمرت تعاني من مشاكل صحية مزمنة. وعلى الرغم من التحديات الشخصية، استمرت شعبية أعمالها في النمو وأُدرجت في العديد من العروض الجماعية في ذلك الوقت.
في عام 1953، تلقت “كالو” معرضها الفردي الأول في (المكسيك). بينما كانت طريحة الفراش، لكنها لم تفوت افتتاح المعرض. حيث تم نقلها بسيارة إسعاف، وأمضت الأمسية في سرير، وهي تتحدث وتحتفل مع الحاضرين في هذا الحدث.
بعد وفاة “كالو”، قامت الحركة النسوية في السبعينيات بتجديد الاهتمام بحياتها وأعمالها، نظراً لكونها رمزاً للإبداع النسائي في نظر الكثيرين.

  • وفاة “فريدا كالو”:

بعد حوالي أسبوع من عيد ميلادها السابع والأربعين، توفيت “كالو” في 13 تموز 1954، في منزلها الأزرق المحبوب. كانت هناك بعض التكهنات حول طبيعة وفاتها. وأفادت التقارير أنّ سببها انسداد رئوي، بالإضافة إلى بعض القصص عن احتمال كونه انتحاراً.
أصبحت مشكلات “كالو” الصحية مستنزفة لها بالكامل في عام 1950. قضت “فريدا” تسعة أشهر في المستشفى بعد تشخيص حالتها بالغرغرينا في قدمها اليمنى، وأجرت عدة عمليات خلال تلك الفترة. استمرت في الرسم ودعم القضايا السياسية على الرغم من محدودية حركتها. في عام 1953، تم بتر جزء من ساقها اليمنى لوقف انتشار الغرغرينا.
وبسبب الاكتئاب الشديد، تم إدخالها إلى المستشفى مرةً أخرى في نيسان 1954 بسبب سوء حالتها الصحية، أو كما أشارت بعض التقارير إلى أنها محاولة انتحار. عادت إلى المستشفى بعد شهرين مع التهاب رئوي. لكن بغض النظر عن حالتها الجسدية، لم تدع “فريدا” هذا الأمر يقف في طريق نشاطها السياسي. كان ظهورها العلني الأخير في مظاهرة ضد إطاحة مدعومة من الولايات المتحدة لرئيس غواتيمالا “جاكوبو أربينز” في 2 تموز.

مترجم بتصرف عن: biography

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.