لماذا نقع في الحب؟

0

الحب، هو شعور رائع. لذلك، عندما نجده نكون حريصين على التمتع به. ولكن ما هو السبب الذي يجعلنا كبشر نتوق للحب في المقام الأول؟ اتضح أن السبب الأكثر أساسية لربما يكون الأقل رومانسية.
تُفَسر الدكتورة (نيكي نانس)، المرخصة للعلاج النفسي والأستاذة في كلية (بيكون) في (ليسبورغ بولاية فلوريدا)، في مقابلة عبر البريد الإلكتروني: “عموماً، فإن (الترابط الزوجي) هو محرك للحفاظ على الأنواع في الوجود. مع مرور الوقت، فإن الميل إلى إيجاد علاقة حب، تطور من العلاقات التي بنيت على الحاجة إلى تلك المبنية على المتعة. وتقول مبينةً أن الحب المعاصر أكثر نجاحاً عندما تكون المكونات الرئيسية مثل العاطفة والرفقة والالتزام موجودة: “اليوم، الوقوع في الحب معرف اجتماعياً. إذا لم يكن لدينا قصص حب لبناء توقعات عن الوقوع في الحب، قد لا نقع في الحب. ولكننا سنبني روابط بالرغم من ذلك”.

كيف نحب؟

المصدر: sldphotography
الحب الذي تمنحه العائلة

المراحل المبكرة من الحب، وكذلك كيف نسعى إليها ونمنحها طوال حياتنا، يعتمد كثيراً على والدينا.
توضح دكتورة الطب النفسي (بيفرلي بالمر)، مؤلفة كتاب (الحب مبسطاً: استراتيجيات لحياة عاطفية ناجحة) في مقابلة عبر البريد الإلكتروني: “نحن نولد كرضع لا حول لهم، معتمدين على والدينا لتلبية احتياجاتنا. ثم يصبح تعريفنا للحب على أنه تلبية احتياجات، ونحن نسعى إلى هذا الحب نفسه كبالغين “.

وفقا ل (بالمر)، تلعب نظرية التعلق دوراً كبيراً في تطوير الحب لوالديّنا، لأنه عندما يتم حماية الأطفال ورعايتهم من قبل آباء موجودين ومستجيبين، تكون حاجتهم للرعاية العاطفية قد أُشبعت. وبالتالي يتعلمون أن يحبوا والديهم.

إن ما يتعلمه الأطفال عن الحب من والديهم يحدد كيف سيحبون الآخرين كبالغين. “إذا كان والديك قد أشبعوا حاجتك من الرعاية العاطفية من خلال إعطائك الحب، ستكبر لتكون شخص بالغ لديه حب ليعطيه. ولكن إذا لم يتم تغذية احتياجاتك العاطفية، فإنك لن تتطور بشكل كامل، وبدلاً من ذلك ستصبح بالغ تواق متطلب تبحث عن الحب الذي فاتك كطفل. “

هذا لا يعني أن الناس من المنازل المهملة أو غير المحبة ليسوا قادرين على الحب أنفسهم، ولكنهم قد يحتاجوا إلى القيام ببعض العمل الإضافي لحل مشاكلهم والوصول الى تلك المرحلة.

اقرأ أيضاً على أعجمي: لماذا نحلم؟

الجسد والعقل.

المصدر: stockfresh
حالة الافتتان أو الهوس

هل تذكر الترابط الزوجي الذي ذكرته الدكتورة (نانس)؟ إنه يحدث لسبب ما.
تقول الدكتورة (نانس): أدمغتنا معدة لدعم الترابط الزوجي. عندما يقع الناس في الحب، يقعون في حالة من العشق” ، وهي طريقة منمقة لقول الافتتان أو الهوس. وهذا يحدث لأن عقولنا وهرموناتنا تثور عندما تواجَه مع مشاعر حب صادقة.

وتوضح أيضاً: “عندما نكون برفقة شخص نحبه ينتج الدماغ المزيد من السيروتونين، الذي يعطي شعوراً بالسعادة، والمزيد من الإندورفين، وهو مسكن ألم طبيعي، والمزيد من الدوبامين، الذي يزيد من المتعة. هذا الشعور الجيد هو المكافأة التي تجعلنا نريد المزيد “.

على الرغم من أن مستويات السيروتونين تتغير من شخص إلى آخر، فإنها يمكن أن تنخفض أيضاً خلال عملية الانقلاب هذه. ونتيجة لذلك، يقول الطبيب النفسي (جو بيتس) : ” إن انخفاض السيروتونين قد يؤدي إلى ظهور أعراض الوسواس القهري نتيجة التفكير المستمر بالشخص الآخر “.
كما إن ردود الفعل الهرمونية لا تقتصر على الحب الرومانسي، وبناءً على ذلك. يقول: «إن مشاهدة صور الجمال أو الطبيعة أو أحد أفراد الأسرة أو حتى الحيوان الأليف قد تسبب لنا الشعور بالاسترخاء أو إنتاج عواطف محبة والإفراج عن الأوكسيتوسين في مجرى الدم»، مشيرا إلى أن الأوكسيتوسين يعتبر “هرمون الحب”.

لماذا يجد بعض الناس الحب بشكل أسهل؟

المصدر: bigthink
تعبير عن الحب بجمع اليدين على شكل قلب

أحياناً، تلتقي العيون عبر الغرفة والباقي يصبح من التاريخ. أما بالنسبة لمعظمنا، فإن الوقوع في الحب أكثر تعقيداً من ذلك. ففي بعض الأحيان، يقف الشخص الذي يريد أن يكون محبوباً عائقاً بدون وعي في طريقه الخاصة.
وتقول (بالمر): ” من أجل العثور على الحب، يجب أن نكون قادرين على إعطاء الحب في المقام الأول، ويجب أن نملك هذا الحب بداخلنا، لنعطيه ؛ فعندما تشعر بأنك محبوب سيبدو ذلك واضحاً عليك وسيلاحظه الآخرين”. ” فعند البحث عن عاشق، فإن الشخص الذي لا يشعر بأنه يستحق الحب لا يمكن أن يقدم نفسه على أنه محبوب.”
انعدام الثقة هذا يترجم إلى حاجة وتطلب، الذي يُنفر بعض المهتمين المحتملين كما يفعل رذاذ الحشرات بالبعوض. وتضيف: ” كلما زاد سعي الشخص الوحيد للحب، كلما استعصى عليه ذلك. فكلما بدوا محتاجين أكثر قلت فرصهم لدخول شخص ما حياتهم وتلبية تلك الاحتياجات “. مضيفة ً أنه من الضروري ” أن تحب نفسك دون الاعتماد على آراء الآخرين “.

متى كنت على استعداد لأن تحب نفسك و منفتح على الحب الخارجي، الباقي هو التوقيت والكيمياء والأرض المشتركة. على الرغم من أن المثل القديم ” الأضداد تتجاذب ” لا يزال سائداً، فإنه في الواقع خاطىء في معظم الحالات؛ وقد شاركنا عبر البريد الإلكتروني خبير العلاقات ومؤلف الكتب (كيفن دارنيه) بقوله: ” الهدف هو العثور على شخص يشاركك نفس القيم، ويريد نفس الأشياء للعلاقة التي تريدها أنت، وبطبيعة الحال يوافق معك على كيفية الحصول على تلك الأشياء، وأخيراً وليس آخراً، تتشاركان عمق متبادل من الحب والرغبة في بعضكما البعض”.

وفي نهاية ذلك فإن الحب أمر نسبي، لذلك لا تتوقع من علاقتك أن تبدو أو تشعر أو تجري مثل تجاربك الماضية أو مثل تجارب أصدقائك. ويقول (دارنيه): ” في نهاية المطاف، نحن نبحث عن شخص يحبنا بالطريقة التي نريد أن نُحب بها. إذا لم نشعر بأننا محبوبون، فلا يهم ما هو في قلب شريكنا “.

مترجم بتصرف عن: howstuffworks – للكاتبة: Alia Hoyt

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.