موجة قطبية تضرب القارة الأوروبية مؤدية إلى مقتل العشرات
ارتفع عدد الذين لقوا حتفهم في جميع أنحاء أوروبا، جرّاء انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر (موجة قطبية)، إلى ما لا يقل عن 23 حالة وفاة في بولندا وحدها، وفقاً للجهات الرسمية.
وفُتحت الملاجىء في جميع الدول الأوروبية، حيث تعتبر مشكلة المشردين مصدر قلق كبير للحكومة، فقد لقي أكثر من 60 شخصاً مصرعهم في أنحاء القارة وفقاً لوكالة (أي ايف پي نيوز) AFP news.
في الوقت نفسه، تم إيقاف معظم الرحلات الجوية في ايرلندا بسبب انقطاع التيار الكهربائي على الآلاف من الناس.
وواصلت عدة بلدان مواجهة المشاكل والاضطرابات الناجمة عن الثلج والجليد.
جاءت هذه الموجة من البرد الغير المعتاد من نظام الطقس السيبيري واتجهت إلى جنوب القارة، ووصلت إلى البحر الأبيض المتوسط.
أين تكمن المشاكل؟
لقد تم منح هذه الموجة القطبية العديد من الألقاب، حيث لقّبت في المملكة المتحدة ب”الوحش من الشرق”، في حين أن الهولنديين أطلقوا عليها اسم “الدب السيبيري” وفي السويد “مدفع الثلج”.
وجاء التقاء هذه الموجة مع عاصفة أخرى تدعى “إيما” يوم الخميس، مما تسبب في عواصف ثلجية ورياح قوية في أجزاء من انكلترا وويلز وايرلندا.
اقرأ أيضاً على أعجمي:أنجيلا ميركل – Angela Merkel.
وتم إيقاف رحلات الطيران القادمة، والرحلات المغادرة في مطارات دبلن وكورك في ايرلندا حتى يوم السبت كأقرب وقت ممكن. وأغلقت جميع المدارس في البلد وطُلب من الناس عدم القيادة، كما أغلقت محطات القطار حتى منتصف يوم السبت، وتم إلغاء جميع العمليات الجراحية غير العاجلة من قبل السلطات الصحية في البلاد.
إضافة لخفض ساعات العمل في بعض خدمات السكك الحديدية التي تديرها يوروستار بين لندن وباريس وبروكسل.
وأغلق المطار في مدينة جنيف السويسرية مؤقتاً، لكن أعيد فتحه منذ ذلك الحين، مع وجود توقعات بحدوث المزيد من التأخيرات والإلغاءات.
وفي أجزاء من وسط إيطاليا، تم إغلاق العديد من الطرق والسكك الحديدية بسبب الجليد.
هذا وقد لقي أربعة أشخاص -على الأقل- يوم الجمعة مصرعهم في انهيار جليدي بالقرب من منتجع انتراونيس للتزلج في جبال الألب في فرنسا.
وفي أوكرانيا، أغلقت جميع المدارس ومؤسسات التعليم العالي في محاولة لإنقاذ الغاز المتبقّي، بعد رفض التمويل الروسي تسليم المزيد من الوقود.
وذكرت شركة “غازبروم” الرائدة في مجال توليد الطاقة الكهربائية، أنها قطعت عقودها مع أوكرانيا بعد أن حكمت محكمة ستوكهولم ضدها في معركة قانونية طويلة.
أين تركزت الوفيات؟
في بولندا، كان معظم الضحايا من المشردين.
وقال مراسل إذاعة (بي بي سي) في وارسو (آدم إيستون): “يعود عدد الوفيات جزئياً إلى مزيج من البرد والاستهلاك الشديد للكحول من قبل المشردين الذين يشربون على أمل الإحماء”. “وعندما تكون درجة الحرارة ليلاً ( -15 ) درجة مئوية، كما كان الأسبوع الماضي بأكمله في العاصمة البولندية، فهذا مزيج قاتل.” يضيف مراسلنا.
وفي خلال الأسبوع الماضي قتل 7 أشخاص في سلوفاكيا و 6 في الجمهورية التشيكية و5 في كل من ليتوانيا وفرنسا (باستثناء ضحايا الانهيار) و3 على الأقل في اسبانيا.
تجدر الإشارة إلى أنه تم إحصاء وفاة شخصين في كل من ايطاليا ورومانيا وصربيا وسلوفينيا، بينما توفي شخص واحد في كل من بريطانيا هولندا السويد النرويج وألمانيا بسبب ظروف الطقس.
وفي اسبانيا، كان أحد الضحايا الثلاثة واحداً من المشردين الذين كانوا ينامون في شاحنة مهجورة.
وفي فرنسا، لقي شخص آخر بلا مأوى مصرعه في منزل مهجور بسبب استنشاقه الدخان بعد أن أشعل النار ليتدفأ، وفقاً لوكالة (آي إف پي).
ما هي التوقعات الجوية؟
لقد تحسنت الظروف بالفعل في بعض أنحاء أوروبا، ومن المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة خلال اليومين المقبلين.
ومن المتوقع أيضاً أن تظل المنطقة الشمالية الشرقية من أوروبا باردة، ولكن من المرجح أن يستمر الطقس البارد نسبياً في أجزاء من المملكة المتحدة وايرلندا.
