كلمة “Hello” لا علاقة لها بزوجة جراهام بيل…اكتشف الحقيقة!
يُعرف “ألكسندر جراهام بيل Alexander Graham Bell” بصفته مخترع الهاتف، الجهاز الرئيسي الذي مهد الطريق لأنظمة الاتصالات المتطورة الحديثة. ومن المعتاد في جميع أنحاء العالم استخدام كلمة “Hello” عند الرد على مكالمة هاتفية. ولكن ما هو أصل كلمة “Hello”؟.
سلسلة من المنشورات الفيروسية على مواقع التواصل الاجتماعي تدّعي أن أصل “Hello” يمكن إرجاعه إلى زوجة غراهام بيل. فهل هذا صحيح؟
لنلقِ نظرة على هذه المزاعم أولاً…
منشورات مواقع التواصل الاجتماعي:
انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي منشورات فيروسية تدّعي أن بداية كلمة “Hello” يمكن إرجاعها إلى عصر جراهام بيل وأن اسم زوجته كان “مارغريت هالو Margaret Hello”.
يدّعي منشور على فيسبوك أنه يشرح أصل كلمة “Hello”، يقول: “عندما ترفع الهاتف تقول Hello؟ هل تعرف ما هو المعنى الحقيقي لهذه الكلمة؟ إنه اسم امرأة! نعم، وهل تعرف من تكون؟ مارغريت هالو، كانت زوجة جراهام بيل الذي اخترع الهاتف”.
يتضمن المنشور صورة قديمة بالأبيض والأسود لرجل وامرأة.
المخترع الأمريكي ذو الأصل الاسكتلندي ألكسندر جراهام بيل قام باختراع الهاتف في عام 1876. ولكن هل كانت “هالو” هي اسم عائلة زوجته بالفعل؟
لم يكن لدى بيل حبيبة بهذا الاسم.
الادعاء غير صحيح، لكنه انتشر لمدة خمس سنوات على الأقل ويعتبر “إشاعة مؤسفة” و”مجرد خدعة”، ولا يوجد أي صحة لها. حيث كان بيل مخطوبًا لـ “مابل هوبارد Mabel Hubbard”، التي تزوجها بعد عام من اختراعه للهاتف، واستمر زواجهما حتى وفاته في عام 1922. أما بالنسبة للصورة الموجودة في المنشور هي لـ بيل وهوبارد، وليست لـ “مارغريت هالو”.
أول جملة تم قولها عبر الهاتف، كانت عندما قام المخترع ألكسندر جراهام بيل بدعوة مساعده في غرفة أخرى للقدوم إليه بقوله: “سيد واتسون، تعال إلى هنا، أنا أريدك”. وكان بيل قد حصل على براءة اختراع شاملة للهاتف قبل ذلك بثلاثة أيام فقط.
جراهام بيل أراد استخدام كلمة “أهوي Ahoy” كتحية عند الرد على الهاتف:
يقول قاموس أوكسفورد الإنجليزي أن أول استخدام عام لكلمة “مرحباً Hello” يعود فقط إلى عام 1827، ولم تكن تستخدم بشكل أساسي كتحية في ذلك الوقت. ويقول أمون شيا “Ammon Shea” (مؤلف كتاب: الدليل الأول للهاتف: “Hello” هي كلمة جديدة) إن الناس في الثلاثينيات من القرن التاسع عشر كانوا يستخدمون هذه الكلمة لجذب الانتباه (“هالو، ماذا تعتقد أنك تفعل؟”)، أو للتعبير عن الدهشة (“هالو، ماذا لدينا هنا؟”). لم يصبح معناها “مرحباً” إلا حين ظهور الهاتف.
ويقول القاموس إن توماس إديسون هو الذي جعل “Hello” تنتشر ويصبح استخدامها شائعاً بين الناس. حيث حث الأشخاص الذين استخدموا هاتفه على قول “Hello” عند الرد. بينما اعتقد منافسه، ألكسندر جراهام بيل، أن الكلمة الأفضل هي “Ahoy”.
أهوي Ahoy؟:
اتضح أن “Ahoy” كانت كلمة متداولة قبل “Hello” على الأقل بمئة عام. كانت أيضًا تحية، حتى ولو كانت متعلقة بالبحّارة، مستمدة من الهولندية “هوي Hoy” وتعني “مرحباً”. ولكن بيل كان مقتنعاً بشدة بأن “Ahoy” هي التحية الصحيحة واستخدمها طوال حياته.
وهكذا، بالمناسبة، تستخدم شخصية “مونتي بيرنز” الخيالية، وهو مالك محطة الطاقة النووية في مدينة سبرينغفيلد في برنامج الرسوم المتحركة “ذا سيمبسونز” كلمة “أهوي”. إذا كنت تتابع البرنامج، فلابد انك لاحظت السيد بيرنز يجيب على هاتفه بعبارة “أهوي-هوي Ahoy-hoy”، وهو تعبير صاغه قاموس Urban Dictionary الذي يقول: “ان الاستخدام الصحيح لهذه الكلمة هو للتحية أو جذب انتباه سفينة ساحلية متوسطة الحجم ذات شراع مائل “sloop-rigged”. على ما يبدو، لم يتم إبلاغ السيد بيرنز بذلك.
لماذا نجحت كلمة “Hello” كتحية عند الرد على مكالمة هاتفية؟:
يشير أمون إلى دليل الهاتف، ففي دلائل الهواتف الأولى، تم تضمين أقسام تعليمية رسمية في صفحاتها الأولى، وكانت “Hello” هي التحية التي تم اعتمادها رسميًا.
في الواقع، أول دليل هاتف تم نشره على الإطلاق، من قبل شركة District Telephone في نيو هافن، كونيتيكت، عام 1878 (مع 50 مشتركًا مدرجًا في القائمة) أخبر المستخدمين ببدء محادثاتهم بكلمة “Hulloa”. (أعتقد أن الحرف الزائد “a” ساكن، لا يُلفظ).
أيا كان السبب، فإن كلمة “هالو” تفوقت على “أهوي” ولم تنظر إلى الوراء. ولكن لا يمكن القول بالأمر نفسه بالنسبة للطريقة الموصى بها في الدليل الهاتفي لإنهاء المكالمة الهاتفية، حيث تم التوصية بقول: “هذا كل شيء”.