رواية جورج أورويل استعارها ما يقرب نصف مليون شخص في بلد واحد
أصدرت مكتبة نيويورك العامة تصنيفاً بالروايات المستأجرة من قبلها بمناسبة مرور 125 عاماً على افتتاحها، وتبيّن أن رواية “1984”، رواية جورج أورويل الكاتب البريطاني قد تصدرت القائمة.
رمزية خطيرة:
وذكر التصنيف أن 441,770 شخصاً قد استأجر رواية جورج أورويل من المكتبة، وللرواية رمزيتها. وهي تتصدر قائمة المبيعات خلال التغيّرات الاجتماعية والسياسية على الدوام، حيث تدور أحداثها في عالم المدينة الفاسدة. وهذا أمر طبيعي إذ أن خلفية الرواية الحرب العالمية الثانية التي أتت على الأخضر واليابس.
خلفية رواية جورج أورويل:
نشرت الرواية في الثامن من يونيو/حزيران من عام 1949، وكانت تلك الفترة صعبة على الجميع في أوروبا، وقد استبد الجوع والتعب واليأس بشعوبها. تتحدث الرواية عن أجواء رعب تسود العالم حيث تراقبك شاشات التلفاز في كل مكان، ويتجسس عليك الجميع، وهذا ما نراه اليوم ماثلاً في وسائل التواصل الاجتماعي التي تراقبنا عن كثب، وترصد تحركاتنا وتجمع بيانتنا.
اقرأ أيضاً لماذا يجب عليك القراءة كل يوم؟
نفط المستقبل:
إن البيانات هي نفط المستقبل، وتتسابق تطبيقات الهواتف الذكية ومواقع الانترنت على جمع بيانتنا. أي أننا نعيش نوعاً ما أجواء الرواية التي تتحدث عن حاجة الأنظمة السياسية لخلق الأعداء لاستمرار سلطتها، ويبيّن لنا أورويل في الرواية سهولة خلق مثل هؤلاء الأعداء من خلال تهييج الرأي العام من خلال وسائل كثيرة، إحداها الدعاية المتواصلة. وهكذا تنشأ الرغبة العارمة بالانتقام والقتل والتنكيل بالآخر، وهذا ما نراه في كل من مكان من حولنا من نشرات الأخبار إلى الأفلام.
لمحة عن جورج أورويل:
إريك آرثر بلير (بالإنجليزية: Eric Arthur Blair) هو الاسم الحقيقي لجورج أورويل (بالإنجليزية: George Orwell) وهو الاسم المستعار له والذي اشتهر به (25 يونيو 1903م – 21 يناير 1950م).
هو صحافي وروائي بريطاني. عمله كان يشتهر بالوضوح والذكاء وخفة الدم والتحذير من غياب العدالة الاجتماعية ومعارضة الحكم الشمولي وإيمانه بالاشتراكية الديمقراطية. يُعتَبَر القرن العشرون أفضل القرون التي أرّخت الثقافة الإنجليزية، كتب أورويل في النقد الأدبي والشعر الخيالي والصحافة الجدلية.
أكثر عمل عرف به هو عمله الديستوبي رواية 1984 التي كتبها في عام 1949م وروايته المجازية مزرعة الحيوان عام 1945م والإثنين تم بيع نسخهم معا أكثر من أي كتاب آخر لأي من كتاب القرن العشرين.
كتابه تحية لكتالونيا في عام (1938) كان ضمن رصيد خبراته في الحرب الأهلية الإسبانية، والمشهود به على نطاق واسع على أنه مقاله الضخم في السياسية والأدب واللغة والثقافة. وفي عام 2008م وضعته صحيفة التايمز في المرتبة الثانية في قائمة «أعظم 50 كاتب بريطاني منذ عام 1945»
استمر تأثير أعمال أوريل على الثقافة السياسية السائدة ومصطلح أورويلية الذي يصف ممارسات الحكم الاستبدادي والشمولي والتي دخلت في الثقافة الشعبية مثل ألفاظ عديدة أخرى من ابتكاره مثل الأخ الأكبر والتفكير المزدوج والحرب الباردة وجريمة الفكر وشرطة الفكر. عانى أورويل من مرض السل في وقت مبكر، وتُوفِيَ في العام 1950 ولم يبلغ حينها سوى السادسة والأربعين من العمر.
معلومات أساسية من الرواية:
تقع أحداث 1984 في أوشينيا، إحدى الدول الثلاث العظمى التي اقتسمت العالم بعد حرب عالمية طاحنة. ويدور معظم الحبكة في لندن، عاصمة مقاطعة إيرستريب 1 الذي كانت تسمى إنجلترا أو بريطانيا. وتغص المدينة بملصقات لرئيس الحزب مكتوب عليها «الأخ الأكبر يراقبك»، في حين تراقب شاشات العرض الحياة العامة والخاصة للسكان. وينقسم الشعب في أوشينيا إلى ثلاث طبقات:
- الطبقة العليا، أو الحزب الداخلي، وهي الأقلية الحاكمة، وتشمل 2% من السكان.
- الطبقة الوسطى، أو الحزب الخارجي، وتشمل 13% من السكان.
- الطبقة الدنيا، أو البروليتاريا، وتشمل 85% من السكان، وهي الطبقة الأمية الكادحة.
يحكم الحزب الحاكم قبضته على الجمهور عن طريق أربع وزارات:
- وزارة السلام، وتعني بأمور الحرب والدفاع.
- وزارة الوفرة، وتعني بالشؤون الاقتصادية (تقليص الحصص الغذائية).
- وزارة الحب، وتعني بحفظ القانون والنظام (التعذيب وغسيل الأدمغة).
- وزارة الحقيقة، وتعني بالأخبار والترفيه والتعليم والفن (الدعاية).
وينستون سميث بطل الرواية عضو في الحزب الخارجي، ويعمل في قسم الوثائق بوزارة الحقيقة كمحرر يتولى مراجعة الحقائق التاريخية ليتأكد من توافق الماضي مع موقف الحزب الذي يتغير باستمرار، كما يتولى محو أي إشارة إلى اللاأشخاص، وهم أولئك الذين «تبخروا»، أي من لم تكتف السلطة بقتلهم وإنما أنكرت وجودهم أصلا سواء في التاريخ أم في الذاكرة.
تبدأ قصة وينستون سميث في 4 أبريل 1984 «في يوم مشرق بارد من أيام أبريل عندما دقت الساعة الثالثة عشرة» على أنه غير متيقن من التاريخ الحقيقي بسبب ما يفعله النظام من تلاعب بالتاريخ وإعادة كتابته، وقد اكتشف من خلال ذاكرته وقراءته للكتاب المحظور «النخبوية الجماعية بين النظرية والتطبيق» حقيقة ما حدث بعد الحرب العالمية الثانية؛ حيث وقعت المملكة المتحدة في براثن الحرب الأهلية إلى أن ابتلعتها أوشينيا، خليفة الولايات المتحدة والإمبراطورية البريطانية، وفي الآن نفسه غزا الاتحاد السوفيتي أوروبا وأسس الدولة العظمى الثانية: أوراسيا. أما إيستاسيا، الدولة العظمى الثالثة، فتضم شرق آسيا وجنوبي شرقها.
وقد اندلعت حرب ضروس بين الدول الثلاث لاحتلال باقي العالم، مكونة تحالفات وناقضة أخرى باستمرار. يذكر وينستون أنه قد شهد في طفولته (1949-1953) نشوب الحروب النووية في أوروبا وغربي روسيا وشمال أمريكا، وإن كان لا يذكر بوضوح ما الذي حدث أولا: انتصار الحزب في الحرب، أو ضم الولايات المتحدة للأمبراطورية البريطانية، أو الحرب التي قصفت فيها كولشيستر. ولكنه يرجح أن القصف بالقنابل الذرية قد حدث أولا، ثم الحرب الأهلية التي شهدت «اضطرابات في شوارع لندن نفسها»، وتلتها إعادة هيكلة المجتمع التي أطلق عليها الحزب فيما بعد اسم «الثورة».