السعرات الحرارية السلبية – طعام لإنقاص الوزن!
الأنظمة الغذائية عديدة ومختلفة، لكن هل يمكن أن يساعد تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية السلبية مثل الكرفس والجريب فروت على زيادة فقدان الوزن؟
الطعام ذو السعرات الحرارية السلبية
(بالإنجليزية: negative-calorie food)، هو الطعام الذي يحتاج طاقة غذائية ليُهضَم أكثر من الطاقة التي يمد بها الطعام الجسم. تأثيرها الحراري أو عملها الديناميكي المحدد –الذي يحتاجه السعر الحراري لهضم الطعام- يمكن أن يكون أكثر من الطاقة التي يحتوي عليها الطعام. بالرغم من شهرته الواسعة في ملفات الحمية الغذائية، لا يوجد دليل علمي قاطع يدعم فكرة أن أي طعام يمكن أن تكون سعراته الحرارية سلبية. في حين أن بعض المشروبات المبردة سعراتها الحرارية سلبية، ولكن التأثير يكون ضعيفا. كما أن شرب المياه بكميات كبيرة يمكن أن يشكل خطورة.
السعرة الحرارية (كالوري):
هي وحدة لقياس الطاقة، وعادة ما يتم التعبير عنها باسم Kcal أي Kilo-calorie. لقياس محتوى الطاقة في الغذاء.
والنظرية القائمة وراء السعرات الحرارية السلبية هي أن بعض الأطعمة تحتوي على محتوى منخفض من السعرات الحرارية (الطاقة) أقل من كمية الطاقة التي تحتاجها لهضمها وامتصاصها في الجسم، من الناحية النظرية يبدو هذا معقولاً. لكن في الواقع، حتى أقل الأغذية التي تحتوي على سعرات حرارية مثل الكرفس، تشتمل على سعرات أكثر مما تحتاج إليه لتفتيتها وامتصاصها.
إن احتياجات الجسم للطاقة تندرج تحت ثلاثة بنود:
- الطاقة اللازمة للحفاظ على الجسم في حالة الراحة، وهي الطاقة اللازمة للقيام بعمليات الجسم الأساسية حتى نتمكن من العيش.
- التأثير الحراري للطعام، وهو زيادة معدل الأيض بعد تناول الطعام في حين يتم هضم الطعام ومعالجته.
- الطاقة الإضافية اللازمة للنشاط والتمرين.
من بينها جميعاً، يستهلك التأثير الحراري أقل كمية من السعرات الحرارية، حوالي 10% من الطاقة الداخلة للجسم. وبعبارة أخرى، حوالي عشر السعرات الحرارية التي نأكلها تستخدم لمعالجة طعامنا، وهذا يشمل مضغ الطعام وتحريكه عبر الجهاز الهضمي، وامتصاص العناصر الغذائية وتخزين الطاقة الزائدة.
إن الأطعمة مثل الكرفس والجريب فروت والبروكلي والطماطم والخيار، جميعها وصفت بأنها أطعمة تحتوي على السعرات الحرارية السلبية – لكن لا يوجد دليل علمي يدعم هذه الفكرة.
على الرغم من كونها أطعمة منخفضة السعرات الحرارية للغاية، من 7 إلى 30 سعر حراري لكل 100 غرام، إلا أنها لا تزال تحتاج طاقة أقل من ذلك لمعالجتها. ذلك لأنها تحتوي على كميات كبيرة من الماء والألياف والتي تتطلب طاقة منخفضة للغاية.
إقرأوا أيضاً على أعجمي عاشق ماكدونالدز الذي تناول Big Mac كل يوم على مدى 46 عاماً يحقق انجازاً مذهلاً.
الأطعمة ذات السعرات الحرارية السلبية – قم بالاستبدال، وليس الإضافة:
هذه الأطعمة مفيدة جداً للأشخاص الذين يحاولون خسارة الوزن، كونها تحتوي على عدد قليل من السعرات الحرارية. باستبدال بعض الأطعمة في نظامك الغذائي بأطعمة كهذه، على سبيل المثال: استبدل رقائق البطاطا المقلية بالسلطة، حيث يمكنك خفض كمية السعرات الحرارية بشكل كبير. إضافة إلى ذلك فهي مليئة بالعناصر الغذائية كالفيتامينات والأملاح والكثير من الألياف التي تحتوي العديد من الفوائد لصحتك.
من المهم استبدال العناصر ذات السعرات الحرارية العالية في الوجبة بدلاً من إضافة الفواكه والخضروات إليها، إذ أن مجرد إضافة أطعمة صحية يزيد المحتوى الكلي للسعرات الحرارية في الوجبة.
مثلاً، يحتوي التشيزبرغر مع السلطة سعرات حرارية أكثر من التشيزبرغر لوحده.
من أجل إنقاص الوزن يحتاج الناس لصرف طاقة أكبر من الطاقة الداخلة للجسم عبر الطعام والشراب، لكن هذا صعب.
حيث أوضحت الدراسات أن الناس يميلون إلى تجاهل محتوى السعرات في الطعام الذي يستهلكونه، ويقومون بذلك في حال كونهم بدناء أكثر من أصحاب الوزن الطبيعي.
كما أظهر الباحثون أنه عند زيارة الناس لمحلات الوجبات السريعة ذات صور الوجبات الصحية فإنهم يتجاهلون السعرات الحرارية في وجباتهم مقارنة بالوجبات نفسها في مطعم ذو صورة أقل صحية، وقد ينتهي الأمر باستهلاك المزيد منها.
من الصعوبات أيضاً الحفاظ على الوزن على المدى الطويل، وقد أظهرت العديد من الدراسات الفوائد قصيرة الأمد من الأنظمة الغذائية في المساعدة بخسارة الوزن، ولكن أكثر من 80 % من الناس يستعيدون الوزن مرة أخرى مع مرور الوقت.
في مجتمعاتنا الحديثة، من السهل الوصول للأطعمة الرخيصة ذات السعرات المرتفعة، لذلك من الصعب مقاومة الأطعمة عالية السكر والدهون بشكل دائم ومستمر.
لسوء الحظ، إن الأطعمة ذات السعرات الحرارية السلبية مجرد أسطورة، وليس هناك طريقة سهلة لخسارة الوزن والحفاظ عليه على المدى الطويل. من المحتمل أن يؤدي تغيير خياراتنا في الطعام والشراب إلى الصحية منها -بشكل دائم- إلى فقدان الوزن على المدى الطويل بشكل أفضل من اتباع نظام غذائي قصير الأمد فقط.
ترجم عن مقال لـ Louise Dunford من موقع Popular science.