ماء سائل على المريخ – اكتشاف قد يظهر وجود حياة داخل الكوكب الأحمر
إن الماء السائل هو واحد من شروط الحياة كما نعرفها، لذلك أثار موضوع وجود ماء سائل على المريخ الجدل في الأوساط العلمية منذ عقود، لكن يبدو الآن أن فريقاً من الباحثين الإيطاليين قد حصلوا على حل لهذا اللغز.
قام الباحثون بتحديد مكان بحيرة من ماء سائل على المريخ تحت طبقات من الجليد، وذلك باستخدام رادار لقمر صناعي في مدار المريخ لاستكشاف الغطاء الجليدي القطبي فيه. نُشر الاكتشاف في مجلة Science وأعلنته وكالة الفضاء الإيطالية في روما.
كوكب المريخ أو الكوكب الأحمر:
المِرِّيخ أو الكوكب الأحمر هو الكوكب الرابع من حيث البعد عن الشمس في النظام الشمسي وهو الجار الخارجي للأرض ويصنف كوكبا صخريا، من مجموعة الكواكب الأرضية (الشبيهة بالأرض).
أما اسمه بالعربية فهو مُشتق من كلمة «أمرخ» أي صاحب البقع الحمراء، ويقال ثور أَمرخ أي به بقع حمراء، وأما مارس (باللاتينية: Mars) فهو اسم الإله الذي اتخذه الرومان للحرب، وأما لقب الكوكب الأحمر فسببه لون الكوكب المائل إلى الحمرة أو الاحمرار بفعل نسبة غبار أكسيد الحديد الثلاثي العالية على سطحه وفي جوه.
يبلغ قطر المريخ حوالي 6792 كم (4220 ميل)، وهو بذلك مساو لنصف قطر الأرض وثاني أصغر كواكب النظام الشمسي بعد عطارد. تقدّر مساحته بربع مساحة الأرض. يدور المريخ حول الشمس في مدار يبعد عنها بمقدار 228 مليون كلم تقريبا، أي 1.5 مرة من المسافة الفاصلة بين مدار الأرض والشمس.
يغطي الحوض القطبي الشمالي الأملس نصف الكرة الشمالي تقريباً 40% من الكوكب وقد يكون له تأثير كبير على الكوكب. المريخ له قمران، يسمّى الأول ديموس أي الرعب باللغة اليونانية والثاني فوبوس أي الخوف، وهما صغيران وغير منتظمي الشكل، ويمكن أن يكونا كويكبين قام بالتقاطهما، على غرار 5261 يوريكا، وهو طروادة مريخية. ومؤخراً تم اكتشاف ماء سائل على المريخ.
كيفية اكتشاف وجود ماء سائل على المريخ:
تم إجراء السبر عبر MARSIS، وهو رادار إيطالي أمريكي ذو ترددات منخفضة، يحمل المسبار Mars Express التابع لوكالة الفضاء الأوروبية.
يرسل هذا المسبار نبضات من الأمواج الإلكترومغناطيسية منخفضة التردد التي تدخل في طبقات الجليد، ثم يتم قياس كيفية انتشارها في الوسط وكيفية انعكاسها. يحمل الصدى المنعكس معلومات عما يوجد تحت السطح. تم تحليل المعطيات بين أيار عام 2012 وكانون الأول عام 2015، والمنطقة المدروسة هي منطقة السهل الجنوبي Planum Australe الذي يقع في أقصى جنوب الكوكب وتم الاكتشاف بسببها وجود ماء سائل على المريخ.
إقرأ أيضاً على أعجمي لترى الفضاء أفضل …. إليك مجموعة من الحقائق عن الأقمار الصناعية
بهذه الطريقة وجد الباحثون تغييراً فظاً جداً في الإشارة على عمق 1,5 كيلومتر. تشير الانعكاسات بشكل واضح إلى وجود منطقة محاطة بوسط أقل قدرة انعكاسية.
وأظهر تحليل هذه الانعكاسات أن سطوع تلك المنطقة لديه ثابت عزل كهربائي عال، وهي ميزة خاصة بالمواد السائلة، وهكذا تم اكتشاف وجود ماء سائل على المريخ تحت طبقات الجليد. في الحقيقة، يشبه الطيف الموجي الذي حصل عليه الرادار الطيف المنعكس عن بحيرات الماء العذب الموجودة تحت طبقات الجليد كما بحيرة فوستوك في أنتاركتيكا (القارة المتجمدة الجنوبية) وبحيرات الماء العذب تحت جليد غرينلاند.
لماذا يحافظ هذا الماء على حالته السائلة؟
إن أملاح المغنيزيوم والكالسيوم والصوديوم، التي توجد في الصخور المريخية، من الممكن أنها انحلت في الماء وشكلت محلولاً مليحياً. وهذا ما قد يفسر بقاء الماء تحت الجليد بحالة سائلة رغم أن درجات الحرارة تتخطى درجة تجمد الماء العذب.
بالإضافة إلى الضغط الذي تمارسه الطبقات الجليدية من الأعلى، مما يؤدي إلى تخفيض درجة الانصهار وتسمح لهذه البحيرة المريخية أن تبقى بحالة سائلة، كما يحصل بالنسبة لقريباتها الأرضيات.
حياة على سطح المريخ أم حياة داخله؟
من المعروف أن في الأوساط تحت الجليدية على الأرض تزدهر أشكال من الحياة الميكروبية، لكن هل يمكن لتلك الأوساط المائية السائلة والمالحة في المريخ أن تشكل وسطاً ملائماً للحياة الميكروبية؟ أو أنها كانت كذلك في الماضي؟ يبقى السؤال عن وجود حياة بعد اكتشاف ماء سائل على المريخ أمراً مفتوحاً. ومن الممكن للبعثات الحالية والمستقبلية إلى الكوكب الأحمر – مثل البعثة الأوروبية الروسية ExoMars – أن تجلب لنا الإجابات.
ترجم عن مقال في موقع SINC الإسباني.