منظمة الصحة العالمية – المراجعة 11: اضطراب الألعاب مرض عقلي حقيقي
يمكن لبعض ألعاب الفيديو أن تسبب إدمان اللعب، وفي حين قد يتردد كثيرون في اعتبار هذه مشكلة صحية عقلية، فإن منظمة الصحة العالمية (WHO) ترى غير ذلك، حيث أعلنت أمس الثلاثاء أن اضطراب الألعاب مشكلة ذهنية حقيقية.
وتأتي هذه الخطوة بعدما تبنت المنظمة المراجعة 11 للتصنيف الدولي للأمراض (ICD)، الذي يمثل قائمتها المعترف بها عالميا للأمراض وتشخيصها. وتقول منظمة الصحة العالمية إن المراجعة 11 (والاعتراف باضطراب الألعاب الذي تضمنته) تدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير/كانون الثاني 2022.
وفقا لصفحة المنظمة حول اضطراب الألعاب، فإنه يوصف “بضعف السيطرة على الألعاب، وإعطاء أولوية متزايدة للعب الألعاب على الأنشطة الأخرى إلى الحد الذي تنال فيه الألعاب الأسبقية على الاهتمامات الأخرى والأنشطة اليومية، واستمرار أو تصاعد اللعب رغم حدوث عواقب سلبية”.
ويلاحظ موقع بوليجن الإلكتروني أن هذا الوصف لاضطراب الألعاب يطابق تقريبا الوصف الذي تصف به منظمة الصحة العالمية مرض “اضطراب القمار”، لدرجة يبدو فيها كأن النصين نسخة واحدة مع اختلاف اسم المرض.
أي شخص يهمل حياته اليومية للعب على الكمبيوتر يعتبر الآن مريضاً حسب قائمة منظمة الصحة العالمية (WHO). وقالت إن التمييز بين المتعة والإدمان صعب للغاية وخاصة عند الشخص المصاب الذي ينكر إدمانه في أغلب الحالات.
حيث هناك ثلاثة معايير يتم التمييز من خلالها اللعب الطبيعي عن الإدمان وهي:
● فقدان السيطرة على كمية الساعات التي يقضيها اللاعب على الإنترنت.
● الأولوية المتزايدة للعب أمام الأنشطة الحياتية الأخرى.
● مواصلة اللعب على الرغم من العواقب السلبية على الحياة الواقعية (كالفشل في الحياة الدراسية أو العاطفية أو المهنية).
اقرأ أيضاً على أعجمي: ماذا يمكن أن يفعل الآباء لأطفالهم قبل الولادة ؟
“المدمن: هو شخص يهمل أصدقاءه وأفراد أسرته، ليس لديه ساعات نوم عادية، يعانون من سوء التغذية بسبب اللعب المستمر وانعدام الحركة أو الأنشطة الرياضية”.. “مع الوقت يفقد اللاعب المتعة المرغوبة في اللعب، لكنه لا يستطيع التخلص من الموضوع..”، “..والضحية هم معظم الشباب المراهقين.” يقول بوزنياك.
يحذر علماء النفس منظمة الصحة العالمية من هذه الخطوة:
حيث أن العديد من الخبراء في الطب النفسي لم يوافقوا على خطوة المنظمة الصحية للأمراض.
على سبيل المثال، حذر عالم النفس (آندي برزيبيلسكي) من جامعة أكسفورد مع حوالي 30 زميلاً له في رسالة مفتوحة قائلين؛ “هناك خطر من أن يتم تشخيص مثل هذه الحالات عن بعد.” يجب فحص ما إذا كان المريض الذي يعاني من إدمان القمار أو إدمان اللعب على الانترنت لا يحتاج لعلاج المشاكل النفسية الكامنة داخله مثل الاكتئاب أو اضطرابات القلق الاجتماعي الناتج عن الشعور الداخلي بالفشل.”
مضيفاً؛ “اعتبار اللعب مطوّلاً على الإنترنت إدماناً، يمكن أن يكون سلاحاً ذو حدين، بحيث يمكن للبعض استغلال الفكرة للهروب من الواقع و الالتزامات.” وقال أنه يعتقد: من إدمان الهاتف النقال وإدمان التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي إلى إدمان اللعب على الانترنت و المقامرة.. كلها دلائل اكتئاب وشعور بالإحباط والفشل الاجتماعي”.
لذلك لم تتم المصادقة رسمياً على الطبعة الحادية عشرة من كتالوج التصنيف الدولي للأمراض من قبل منظمة الصحة العالمية بعد. هذه النسخة تعتبر شكلية،حيث يحتوي الكتالوج على آلاف الأمراض، وقد جاءت الطبعة العاشرة من عام 1992، ولكن يتم تحديثها باستمرار.
رد اتحاد برامج الترفيه (ESA) على قرار منظمة الصحة العالمية:
ولأن قرار منظمة الصحة العالمية هذا يضر صناعة الألعاب، فقد جاء الرد سريعا من اتحاد برامج الترفيه (ESA)، الذي يمثل صناعة الألعاب الأميركية، حيث انتقد خطوة المنظمة في بيان صحفي على موقعه الإلكتروني، وطالب فيه منظمة الصحة العالمية بالتراجع عن قرارها، وفقا لموقع أندرويد أوثوريتي المعني بشؤون التقنية.
وقال الاتحاد في البيان “إن منظمة الصحة العالمية منظمة محترمة ويجب أن تستند إرشاداتها إلى مراجعات منتظمة وشاملة وشفافة يدعمها خبراء مستقلون”. وأضاف أن “اضطراب الألعاب لم يستند إلى أدلة قوية بما يكفي لتبرير إدراجه في واحدة من أهم أدوات وضع القواعد في منظمة الصحة العالمية”.
لكن منظمة الصحة العالمية تقول إن خطوتها استندت إلى “مراجعات للأدلة المتاحة، وتعكس إجماع الخبراء من مختلف التخصصات والمناطق الجغرافية”، كما قالت إن الدراسات تشير إلى أن اضطراب الألعاب يؤثر فقط في نسبة صغيرة من الأشخاص الذين يلعبون ألعاب الفيديو.
مترجم بتصرف عن: spiegel