سرطان البروستات…فحص لعاب تجريبي لاكتشاف الرجال الأكثر عرضة للإصابة
قد يكون الاختبار الذي طوره العلماء في المملكة المتحدة والولايات المتحدة في يوم من الأيام قادراً على تحديد الرجال الأكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستات. توصلت دراسة جديدة نشرت يوم الاثنين في مجلة ‘Nature Genetics’ إلى أن الاختبار يمكن أن يكشف الواحد في المائة من الرجال الذين هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستات، وهو أحد الأسباب الرئيسية للوفيات بسبب السرطان بين الرجال الأمريكيين.
استخدم فريق البحث الدولي تقنية جديدة لتحليل الحمض النووي للنظر في جينات أكثر من 70,000 شخص مسجلين في دراسات سابقة. تقريباً 45,000 فرد أصيبوا بالفعل بسرطان البروستات، في حين أن 25،000 فرد كانوا سليمين. لذلك قارن الباحثون بين المجموعتين، مع تحديد أي اختلافات جينية موروثة ربما فريدريك شتكون قد ساهمت في خطر الإصابة بالسرطان. وفقاً للمؤلفين، تمكنوا من العثور على 63 اختلاف جديد لم يسبق أن تم ربطه بسرطان البروستات.
اقرأ أيضاً على أعجمي: الرجل ذو الذراع الذهبية الذي أنقذ 2.4 مليون طفل بالتبرع بالدم كل أسبوع لمدة 60 سنة
ثم تم دمج هذه النتائج مع ما يقرب المائة من المتغيرات الجينية المرتبطة بسرطان البروستات التي سبق إيجادها في 60،000 شخص لخلق معيار المخاطر الجينية الكلي. وأخيراً، ابتكر الباحثون اختباراً يستخدم لعاب الشخص للكشف عن أكثر من 150 اختلاف جيني.
من لديهم خطر أعلى للإصابة بسرطان البروستات:
ويقول مؤلف الدراسة فريدريك شوماخر، وهو أستاذ مشارك في قسم السكان وعلوم الصحة الكمية في جامعة كيس ويسترن ريزيرف: “عندما تجمع هذا المعيار، ما تراه هو أن الأفراد في القسم العلوي من الواحد بالمئة لديهم خطر أعلى بستة إلى سبع أضعاف للإصابة بسرطان البروستات”. “هذا الأمر الذي يمكن أن يساعدنا في التوصل إلى قواعد أفضل للفحص.”
في الولايات المتحدة، يتم فحص الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً بشكل عام لسرطان البروستات عن طريق اختبار الدم المستضد البروستاتي (PSA). يجب فحص أولئك الذين لديهم مستوى مرتفع من PSA سنوياً، في حين يُنصح كل شخص آخر بالفحص كل عامين.
لكن اختبار اللعاب يمكن أن يكشف بشكل خاص عن الأشخاص الذين يعانون من مخاطر عالية والذين يحتاجون إلى فحص سنوي بغض النظر عن مستوى PSA الخاص بهم، بينما يستبعدون الأشخاص ذوي الخطورة المنخفضة الذين لا يحتاجون إلى فحص سنوي بناءً على مخاطرهم الجينية لمستويات PSA الخاصة بهم. سيحتاج هؤلاء الأفراد إلى فحوصات كل سنتين أو خمسة وربما حتى 10 سنوات، وفقاً لشوماخر.
ومعاً تشكل الاختلافات حوالي 30 في المائة من خطر الإصابة الموروث لدى الفرد. ومن المتوقع أن يصاب نصف هؤلاء الرجال المعرضين لخطر كبير بسرطان البروستات مقارنة مع واحد من كل 11 رجلاً لديهم مستوى متوسط من المخاطر الجينية.
ال 10 في المئة الأعلى لديهم خطر أعلى ب 2.7 مرة، وهذا يعني أن واحداً من كل أربعة من هؤلاء الرجال يمكن أن يصاب في يوم من الأيام بسرطان البروستات.
في الوقت الراهن، هذه الأرقام هي أرقام تخمينية. لكن بعض الباحثين يخططون بالفعل للتحقق من صحة هذا الاختبار في العالم الحقيقي.
وقال مؤلف الدراسة روس إيليس، أستاذ علم الجينات في مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة في بيان له : ” إذا استطعنا أن نعلم من اختبار الحمض النووي مدى احتمالية إصابة الرجل بسرطان البروستات، فإن الخطوة التالية هي معرفة ما إذا كان بإمكاننا استخدام هذه المعلومات للمساعدة في الوقاية من المرض”.
“نأمل الآن أن نبدأ دراسة صغيرة في ممارسة [الرعاية الأولية] لتحديد ما إذا كان الاختبار الجيني باستخدام اختبار لعاب بسيط يمكن أن ينتقي رجالاً ذوي مخاطر عالية قد يستفيدوا من التدخلات لتحديد المرض في وقت مبكر أو حتى تقليل مخاطره”.
وقال شوماخر إنه نظراً لأن الرجال في الولايات المتحدة يخضعون بالفعل لفحوصات منتظمة لسرطان البروستات، فإن الأمور اللوجيستية الخاصة بوضع إختبار اللعاب في تجربة أكثر صعوبة. من المحتمل أن تحتاج التجارب الأمريكية إلى الأخذ بعين الاعتبار ما إذا كانت درجة الخطر الجيني للرجل يمكن أن تؤدي إلى نتائج أفضل في الكشف عن سرطان البروستات أو الوقاية منه بالإضافة إلى درجة PSA.
بما أن الدراسة المنشورة حديثاً شملت في الغالب رجالاً ينحدرون من أصول أوروبية، فإنهم يحتاجون أيضاً إلى معرفة مدى درجة الخطر بين الرجال في المجموعات العرقية الأخرى، وخاصة الرجال الأمريكيين من أصل أفريقي، الذين هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستات.
وقال شوماخر: “لا نريد أن نضع تجربة للرجال البيض فقط”. “نريد أن نفعل شيئاً أكثر شمولاً في الولايات المتحدة.” بالإضافة إلى تحديد الرجال الأكثر عرضة للخطر، قد تكون هذه القائمة الجديدة من المتغيرات الجينية مفيدة في الجهود المبذولة لمنع تشكل السرطان.
مترجم بتصرف عن: gizmodo للكاتب: Ed Cara