الأسلحة العسكرية الأكثر غرابة في العالم
لقد حاول البشر إبادة بعضهم البعض منذ الأزل، ومع الوقت قاموا بتطوير الكثير من الأسلحة والطرق منها السخيف والمبتكر لتحقيق هذا الغرض وكان للولايات المتحدة نصيب الأسد من هذه الطرق.
من الدلافين إلى الجندي الهجين، نقدم لك في أعجمي بعضاً من الأسلحة العسكرية الأكثر غرابة، والتي لم يسبق لك أن تخيلت وجودها إلا في أفلام الفانتازيا والخيال العلمي.
1-الكلب الكبير – Big Dog:
في الوقت الذي تستخدم فيه الكلاب بشكل روتيني في الحرب للقيام بالمهام المتعلقة بالكشف عن القنابل وغيرها، فقد استوحى الجيش الأمريكي الفكرة من الكلب (Fido ) – كلب إيطالي ضرب مثالاً في الولاء والوفاء لمالكه المتوفي – وقام بتصميم روبوت أطلق عليه “الكلب الكبير – Big Dog “، صمم هذا الروبوت بواسطة شركة بوسطن ديناميكس القابعة بولاية ماساتشوستس في الولايات المتحدة. يتميز هذا الروبوت بإمكانية المشي فوق التضاريس المختلفة بينما يحمل الأمتعة الثقيلة، ويتم اختباره حالياً في أفغانستان.
اقرأ أيضاً على أعجمي : جزيرة لم تطأها قدم الحضارة.
يشبه صوت هذا الروبوت صوت طنين النحل، وتقترب مشيته إلى مشية كلب يسير بشكل عرضي أكثر من مشية كلب طبيعي وهذا يعني أن الهدف من تصميمه ليس التخفي أو السير بسلاسة وسرعة ولكن الهدف من هذا الروبوت الذي يزن 250 باوند (109 كيلو غرام) هو حمل أمتعة ومعدات تزن قرابة 100 باوند (46 كيلوغرام) مما يسهل على الجنود القيام بمهمتهم وعدم الانشغال بحمل أمتعتهم معهم على أكتافهم. ولكن في عام 2015 ، بدا الجيش الأمريكي أقل تقبلًا لهذه الفكرة، قائلين أن حجم الروبوت والضوضاء التي يصدرها من شأنها الكشف عن مواقع تمركز الجنود للعدو.
2-سلاح العمى المؤقت – The PHASR:
هذا السلاح لن يتسبب بقتلك، إنما ستصاب فقط بالعمى المؤقت جراء شعاع الليزر المنطلق منه. يطلق على هذا السلاح اسم (The PHASR) وتم تصميمه من قبل مختبرات مديرية الطاقة للقوى الجوية الأمريكية. هذا السلاح في الأساس يعادل أكثر من مليون مؤشر ليزري مصوب نحو عينيك.
يرجع الهدف من وراء إصابة المجرمين أو غيرهم بالعمى المؤقت هو الحصول على الوقت الكافي للقبض عليهم. ولكن هذا السلاح يواجه مشكلة ما تصعّب استخدامه في ميدان الحرب والميادين الموازية له، فقد قامت الأمم المتحدة بحظر الأسلحة المسببة للعمى في عام 1995 وفقاً لاتفاقية جنيف.
3- سلاح البرق:
هذا السلاح الذي يشبه مطرقة إحدى شخصيات عالم مارفل (ثور) تم تصميمه من قبل ترسانة بيكتيني التابعة للجيش الأمريكي بولاية نيوجيرسي حيث اكتشف المهندسون هناك طريقة لتسخير قوة البرق، مصممين من خلالها سلاحاً يطلق صواعق برقية عن طريق أشعة ليزرية لإصابة الأهداف المحددة.
يهدف تصميم هذا السلاح تصويبه نحو الأهداف التي تسمح بمرور التيار الكهربائي من خلالها أو بمعنى أدق الأهداف الموصلة للكهرباء. يركز ضوء الليزر، الذي يمتاز بشدته وطاقته العالية، إلى إبقاء الصواعق البرقية في مسار مستقيم ومحصور مما يسهل توجيهه بدقة إلى الهدف المحدد.
4- قذيفة الطاقة النبضية:
هو سلاح من الأسلحة غير القاتلة قيد التطوير من قِبل الجيش الأمريكي. الهدف من وراء تصميمه هو خلق فجوة صغيرة من انفجار البلازما في الهواء المحيط بالعدو عند إطلاقه عليه. يهدف انفجار البلازما إلى خلق موجة ضغط تطيح بالعدو أرضاً مسببة له آلاماً عصبية حادة.
5- الخفافيش الانتحارية:
لعبت الطيور دوراً محورياً في حياة الإنسان فقد كانت بمثابة منبعاً للإلهام للعديد من إنجازاته على مدار تاريخ البشرية، وكان من الإجحاف في حقها أن تخلو قائمتنا دون ذكر أدوارها الباسلة في التاريخ الحربي. تبدأ القصة بفيلق المشاة التابع للبحرية الأمريكية حيث لمعت في مخيلتهم فكرة في إحدى الأيام وهي تدريب الخفافيش ليكونوا قاذفات قنابل انتحارية بدلاً من البشر حيث كان يرفض الجيش التضحية بالجنود للقيام بهذه المهام.
اقترح طبيب أسنان بولاية بنسلفانيا -كانت تربطه علاقة صداقة بالسيدة الأولى في ذلك الوقت (إلينور روزفلت)- هذه الفكرة لأول مرة مستوحياً الفكرة من الخفافيش التي تستوطن كهوف كارلسباد بولاية نيو مكسيكو. تقوم الفكرة على تحميل الخفافيش بالمتفجرات وتدريبهم على استخدام الصدى لتحديد الأهداف الموجه ضربها.
وعلى الرغم من استخدام الجيش للآلاف من الخفافيش ذات الذيل الأحمر في العديد من التجارب التي أجروها وبالفعل أثبتت نجاحها، إلى أن قام المسؤولون بالجيش بإلغاء هذه التجارب حين بدت لهم القنبلة النووية كفكرة واعدة ذات فاعلية أكثر من تلك الطيور.
6-الحمام المتفجر:
لم تكن الخفافيش الحيوانات الوحيدة التي نالت شرف التجنيد في المجهود الحربي بل كان للحمام نصيباً وافراً من هذا الشرف أيضاً. في عام 1944، قام أخصائي علم النفس والسلوك الأمريكي (بورهوس سكينر) بإطلاق مشروع يهدف من خلاله إلى صنع قنابل موجهة من الحمام، أطلق على المشروع لاحقاً اسم (مشروع أوركون – Orcon).
تم تدريب الحمام بواسطة (سكينر) عن طريق (الإشراط الإجرائي) وهو تعزيز السلوك في حالة النجاح أو الإخفاق حيث يتم الطلب من الحمام تحديد الهدف الموضح لهم على الشاشة ومكافأتهم إن نقروا عليه. لقد تم رفض المشروع فور طرحه في عام 1944 ولكن تم إعادة إحياؤه تحت مسماه الجديد (مشروع أوركون).
ولكن حديثاً لم يعد لهذا المشروع قيمة أمام أجهزة التوجيه الإلكترونية المتطورة التي أثبتت دقتها الشديدة وفعاليتها لذلك تم إلغاؤه نهائياً. يسرد متحف التاريخ الأمريكي بواشنطن تاريخ استخدام هذا الحمام كأداة للحرب.
7- الدلافين السوفيتية الحربية:
اهتم الاتحاد السوفيتي اهتماماً شديداً بتسخير الحيوانات في مجال الحرب. والحيوان القاتل الذي تم استخدامه آنذاك هو حيوان الدولفين. يهدف المشروع الذي تم إنشاؤه في ستينيات القرن المنصرم إلى تدريب الدلافين للبحث عن الرؤوس الحربية المغمورة أو غيرها من المواد الحربية الأخرى.
لكن روسيا لم تكن الدولة الوحيدة التي كانت تدرب الدلافين في المجال الحربي فغريمتها التقليدية الولايات المتحدة هي الأخرى كان لديها برنامجها الخاص لتدريب الدلافين. بالطبع هذه الثدييات البحرية المحبوبة لطيفة الشكل ليست مدربة على حمل الأسلحة أو قتل الناس، لأنهم سيجدون صعوبة في التمييز بين الجنود الأعداء والأصدقاء.
8 -الجندي الخارق:
يقولون إن أردت صنع قوة قتالية فتاكة فعليك جعلها لا تقهر. تعمل وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية الشهيرة بـ”داربا” منذ وقت طويل على عدة مشاريع لجعل الجنود على قيد الحياة لأطول فترة ممكنة وأكثر قدرة على تحمل الاعتداءات وزيادة قدرة ثباتهم أمام الظروف البيئية القاسية المختلفة.
أحد الأبحاث الواعدة في هذا المجال ويطلق عليه (Inner Armor) يهدف من وراءه صوغ بعض التعديلات الجينية التي تسمح لأنواع الحيوانات الأخرى مثل الفقمات للسفر إلى مسافات طويلة لأيام بلا توقف أو راحة أو النجاة أسفل المياه مع كمية ضئيلة من الأكسجين أو الاستشفاء بعد التعرض للأسلحة الإشعاعية والكيميائية. الهدف من وراء هذا المشروع هو التلاعب بالمسارات العصبية لدى الجنود وإعطائهم “فيتامينات خاصة” توفر لهم سبل للحماية من الاعتداءات المختلفة التي قد يتعرضون لها.
9- أسلحة المثلية:
في عام 2005 ، أكد البنتاغون الأمريكي أن هناك قادة عسكريون في وقت سابق كانوا مهتمين بفكرة صنع سلاح كيميائي يؤدي إلى الانجذاب الجنسي بين قوات العدو.
تلقى مختبر رايت باترسون الأمريكي 7.5 مليون دولار في عام 1994 للشروع في تطوير هذا السلاح الذي يهدف إلى تعزيز هرمون يتواجد طبيعياً بكميات قليلة في جسم الإنسان مما سيؤدي إلى الانجذاب الجنسي بين أفراد الجنود من نفس الجنس ويحدث هذا فور استنشاق الجنود للغاز المطلق عليهم أو امتصاصه من خلال جلودهم. ولكن الفكرة لم تلق ترحيباً واسعاً حيث أن العديد من الناس وجدوا الفكرة مسيئة وغير عملية.
10 -المحارب الهجين:
بعض أفكار الأسلحة التي تبدو غريبة حقاً ومحط سخرية في بعض الأحيان، وأقرب لتكون نابعة من إحدى أفلام الخيال العلمي أكثر من كونها نابعة من مخيلة عالم هي فكرة العالم الروسي (إليا إيفانوف-Il’ya Ivanov ).
في عشرينات القرن المنصرم، أراد (إيفانوف) خلق نوع هجين بين البشر والقرود. كان المشروع يشمل تلقيح أنثى شمبانزي بنطفة ذكر بشري. ولكن لسوء الحظ لم ينجح الأمر وغادر (إيفانوف) إلى إفريقيا حيث كان هدفه هناك دنيئاً وهو تلقيح أنثى بشرية (دون موافقتها) بنطفة ذكر شمبانزي ولكن هذه التجربة لم تأتي بثمارها وباءت هي الأخرى بالفشل.
تم توجيه انتقادات لاذعة من قبل الحكومة السوفيتية لـ(إيفانوف) بشأن تجاربه وحكم عليه بالنفي إلى دولة كازخستان إلى أن توفي هناك إثر سكتة قلبية بعدها بعامين. في وقت لاحق ادعى بعض الخلقيون أن هذه المشاريع كانت جزءاً من خطة قام بها الديكتاتور الروسي (ستالين) لخلق جندياً هجيناً خارقاً.
ترجم بتصرف عن: LiveScience