كيف تتعامل مع أشخاص يظنون أنهم دائماً على حق
قبل أن تعرف كيف تتعامل مع أشخاص يظنون أنهم دائماً على حق علينا أن نقدم لك الأسباب التي لأجلها يظن بعض الناس أنهم دائماً على حق (حتى عندما لا يكونون على حق)، ومن الممكن أيضاً أن تكون من الأشخاص العنيدين الذين يتمسكون بآرائهم ويظنون أنهم دائماً على صواب. إن السبب يمكن شرحه علمياً. فلقد نفذت الأعذار!
التفكير المُحفّز
يسمي العلماء هذا النوع من الأمور “التفكير المُحفَّز”. وهي ظاهرة تقوم فيها رغباتنا اللاواعية ومحفزاتنا ومخاوفنا بتغيير الطريقة التي نترجم فيها المعلومات. حيث نتصور بعض الأفكار أو بعض من معتقداتنا حول الأمور المحيطة بنا كما لو أنها نقاط دعم. نريد أن نربح، نريد أن ندافع عنها، وكل ما هو معاكس لفكرنا هو “عدونا” المباشر.
من الممكن أن هؤلاء الأشخاص قد ترعرعوا في بيئة يُقال لهم فيها أنهم على حق وعلى صواب مهما قالوا. لذلك طوّروا تعصباً لما هو معاكس لآرائهم.
مثال
لنأخذ مثالاً سهلاً لتخيّل الوضع: إن الأمر مشابه عندما يصدر حَكَم في لعبة رياضية خطأً لصالح فريقنا، فسرعان ما نجد كل الأسباب التي لأجلها نتفق مع قرار الحكم. أما لو حدث الأمر عكس ذلك، أي لو أصدر الحكم خطأً لصالح الفريق الآخر، فسوف نفعّل مباشرة نفس العملية السابقة، عملية التفكير المُحفَّز، وسوف نقوم بملاحظة الأسباب العديدة التي ارتكب فيها الحكم هذا الخطأ الشنيع!
يتأثر التفكير المُحفَّز بتطلعاتنا وأهدافنا وتوقعاتنا. إذا كنتم من الأشخاص الذين يعتقدون أنهم دوماً على حق، ففي المرة القادمة التي تجدون أنفسكم فيها في حديث مع صديق أو شريك، توقفوا لحظة، واستفيدوا من منافع الشك، شككوا في آرائكم، وفكّروا أنكم من الممكن أن لا تكونوا على حق.
إقرأ أيضاً على أعجمي: علماء يكتشفون كيف تقوم أدمغتنا بتعزيز او شحذ ذكرياتنا خلال النوم.
كيف تتعامل مع أشخاص يظنون أنهم دائماً على حق
أما إذا أردت أن تعريف كيف تتعامل مع أشخاص يظنون أنهم دائماً على حق وأنهم دائماً على صواب، فإليك النصائح التالية:
عموماً، الأشخاص الذين لا يتقبلون آراء أخرى ويعتقدون أنهم دوماً على حق، هم أشخاص لا يشعرون بالأمان ويحتاجون أن يثبتوا أنهم على حق بأي ثمن كان. لذلك إذا قلتم لهم أنهم ليسوا على حق، أو أنهم ليسوا على صواب، فسوف يشعرون بالهجوم، وسوف يدافعون عن أنفسهم.
أولاً، عليك أن تقيّم ما هي نيتك من الدخول في نقاش مع أحدهم حول موضوع محدد؟ من الممكن أنك تريد فقط التحدث عن موضوع ما. ربما تريد معرفة آرائهم، أو ربما تريد أن تعطي رأيك فقط لا غير. لكن يمكن أن تكون نيتك أيضاً جعلهم يغيرون آرائهم، أو إعطائهم وجهة نظر مختلفة، أو على الأقل جعلهم يشككون بآرائهم الخاصة.
من الحضاري أن تقدم آرائك ويقدم الشخص الآخر آراءه، لكن بعض الأشخاص يقودونك للجدال، خاصةً الذين يظنون أنهم دوماً على حق، لكن انتبه، عليك أن تكون ذكياً، قد يكون هذا الشخص مديرك في العمل، وهنا عليك الانسحاب واستبعاد الجدال معه!
خذ الوقت الكافي للاستماع إلى كل ما يقوله الشخص العنيد، استمع له بانتباه، بدون التفكير بالرد، فقط استمع. حاول ألا تقاطعه. وإعطي إشارات إيجابية تدل على استماعك له، مثل الإيماء برأسك أو التعليق بـ “نعم..” أو “فهمت..” وحتى يمكنك بين الحين والآخر أن تقوم بتلخيص لما قاله، “حسناً، أنت تعتقد أن…” انتبه أيضاً للغة جسدك، انظر إلى وجهه، ولا تقوم بأي حركة تشير أنك لا تستقبل ما يقوله أو أن ما يقوله ليس مهماً.
يمكنك أيضاً أن تسأله بعض الأسئلة، ليس المعقد منها، بل البسيط، مثل اسئلة “لماذا؟”. هذا لن يساعدك فقط على فهم وجهة نظره، بل أيضاً سيعطيه معلومات تدل بشكل فعّال أنك تستمع له.
بعد أن ينهي حديثه بهدوء وبدون مقاطعات، سيكون أكثر قابلية لاستماعك. فالآن يأتي دورك للتعبير عن رأيك، وإذا كنت حقاً قد استمعت له بكل انتباه، فمن الممكن أن تكون قد وجدت أجزاء ولو صغيرة من حديثه قد تتفق معها. فمن المفضل أن تقول قبل البدء بحديثك جملاً مثل: “أنا متفق معك عندما قلت…”
أما إذا كنت لا تتفق مع أي شيء قد قاله، فيمكنك أن تبدأ دورك بالقول: “الآن أفهم وجهة نظرك، لكن برأيي…” أو شيء مثل: “إن رأيك ملفت للانتباه، لكن رأيي يختلف عن رأيك…” إذا بدأت بشيء لطيف، فسوف يكون جاهزاً أكثر لسماع وجهة نظرك.
حاول ألا تقول تعابير قاطعة، والتي من الممكن أن تزعجه: “أنت مخطئ تماماً،” أو “لست على صواب أبداً.” مع هذه الجمل الراديكالية لن يريد الاستماع لك بالتأكيد، وبالإضافة إلى ذلك، سوف يشعر بالإهانة.
كيف تظهر لشخص عنيد أنه ليس على حقّ؟
أما إذا أردت أن تظهر لهذا الشخص أنه مخطئ، فإن الطريقة المثلى لفعل ذلك هو وضع أسئلة تجعله يشكك بآرائه الخاصة. أو حتى تقديم بديل له. على سبيل المثال: “كيف وصلت لهذا الاستنتاج؟” أو “ألم تفكر ولا مرة في…” أو أي شيء من هذا القبيل.
الانسحاب قد يكون انتصاراً
تذكر دوماً أن الانسحاب في الوقت المناسب يعتبر في مرات كثيرة انتصاراً. فإذا رأيت أنك سوف تدخل في نقاش لن يصل لأي نقطة التقاء، سوى النقطة التي سوف تغضبون فيها، وأن هذا الغضب سوف يؤثر على علاقتكما، فمن الأفضل أن تنسحب. للانسحاب يمكنك أن تقول شيء مثل: “أرى أننا لن نصل لنقطة اتفاق، فمن الأفضل أن نتوقف هنا.” أو “يبدو أننا لن نتفق، فمن الأفضل أن نغيّر الموضوع.”
مترجم من اللغة الإسبانية عن مقال في موقع psicologoencasa وموقع lavanguardia.