كوكب قزم، بحلقة وقمرين!

0

قدم الكوكب القزم هاوميا – الذي هو تقريباً بحجم بلوتو والذي لا يمتلك شكلاً كروياً، بل يشبه بالحقيقة شكل البطيخة – مفاجأةً جديدةً لعلماء الفضاء. لدى الكوكب القزم حلقة بسماكة 70 كيلومتر تدور حوله، كما لو أنه يحاول أن يكون شبيهاً بالكواكب العملاقة!

اكتشاف الكوكب القزم هاوميا

يعود الفضل في هذا الاكتشاف إلى فريق عالمي من المستكشفين بقيادة خوسيه لويس أورتيس من معهد الأندلس لفيزياء الفضاء في إسبانيا (CSIC). ساهم في عملية الاكتشاف هذه 12 تلسكوب من 6 بلدان، مستفيدين من كسوف قام به الكوكب القزم هاوميا على نجمة بعيدة.

“لقد تمكّنا من إعادة تحديد شكل وحجم الكوكب القزم هاوميا بدقة أكبر، إنه أكبر بقليل، وعاكس بشكل أقل، وذو كثافة أقل بكثير مما كنا نظن.” – خوسيه لويس أورتيس

معلومات أولية

يبعد الكوكب القزم هاوميا عن الشمس بما يقارب 50 ضعف بعد الأرض عنها. لفت هذا الكوكب القزم نظر العلماء منذ اكتشافه عام 2005. أشارت الاستطلاعات الأولية أن محوره الكبير يبلغ 2000 كيلومتر. أما شكله البيضوي فهو غريب حقاً، حيث أن الأجسام الفضائية بهذا الحجم تكون غالباً كروية الشكل. ومن الغريب أيضاً أن لديه مرافقين اثنين، قمرين صغيرين يدوران حوله!

وتم الوصول إلى استنتاج يقول أن هاوميا وقمريه كانوا أجزاءً من جرم أكبر دُمّر في الماضي السحيق بواسطة اصطدام ضخم. أما اسم “الكوكب القزم” فقد أعلنه الاتحاد الدولي لعلم الفلك تكريماً لإلهة الخصب في جزر هاواي.

شاهد بالفيديو: تمثيل ثلاثي الأبعاد للكوكب القزم هاوميا!

رصد جديد

قام خوسيه لويس أورتيس – المتخصص بدراسة الأجسام الفضائية في محيط النظام الشمسي والمشارك في اكتشاف الكوكب القزم هاوميا – بحسابات توقعت أن الكوكب القزم سوف يكسف نجماً يدعى URAT1 533-182543 في ليلة الحادي والعشرين من كانون الثاني 2017. لطالما استُخدِمَ هذا النوع من الكسوفات لدراسة الأجسام الفضائية في النظام الشمسي الخارجي، حيث يسمح الكسوف باستنتاج خصائص عن الجسم المسبب له.

كما قام أورتيس بتنظيم فريق علمي عالمي للحصول على أكبر كميّة ممكنة من المعطيات خلال الكسوف الذي سيدوم حوالي دقيقتين فقط. استمرت التحضيرات المكثفة سنتين، وحصلت المقالة العلمية التي قدمها الفريق والتي وردت فيها نتائج المراقبة على توقيع علماء فضاء من 53 مؤسسة علمية من 14 بلد.

تظهر نتائج الرصد كيف أن ضوء النجم يختفي فجأة عند بداية الكسوف، بدلاً من أن يخمد تدريجياً. وعندما ينتهي الكسوف يظهر ضوء النجم فجأة. هذا يعني أن الكوكب القزم هوميا لا يمتلك غلافاً جوياً على عكس باقي الكواكب القزمة مثل بلوتو.

سمح الكسوف أيضاً بتحديد قياسات هاوميا (المحور الكبير 2322 كيلومتر، أكثر بـ 400 كيلومتر مما حُسِبَ سابقاً، محوره الصغير 1025 كيلومتر، الأمر الذي أكد شكله البيضوي). يشير هذا الشكل أن مدة اليوم على الكوكب القزم هاوميا لا يزيد عن 15 دقيقة، حيث أن دورانه السريع حول نفسه يؤدي إلى تشوّه شكله.

إقرأ أيضاً على أعجمي: العمل على بناء أول مستعمرة على كوكب المريخ باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد.

الكوكب القزم هاوميا

مفاجأة الكوكب القزم هاوميا

لكن الاكتشاف الأكثر مفاجأة كان عبر ومضتين قصيرتين في ضوء النجم قبل ثوانٍ من الكسوف وبعد ثوانٍ منه. أدى تحليل مفصّل لهاتين الومضتين إلى استنتاج يوضّح أن السبب هو حلقة تدور حول الكوكب القزم على بعد 1000 كيلومتر تقريباً من سطحه.

إن مصدر هذه الحلقة غير معروف. قُدِّمَت بعض الفرضيات التي تصف اصطدام جسم أصغر بكثير بهاوميا مسبباً نزع معادن من سطحه وبقاء قسم منها في مدار الكوكب القزم مشكلةً الحلقة.

“يشير هذا الاكتشاف إلى أن الحلقات ليست ظاهرة نادرة في النظام الشمسي كما كان يُظن سابقاً” – أماندا سيكافوسه، من معهد ماساتشوستس التقني والمرصد الفلكي في جنوب أفريقيا.

وتحوّل هاوميا بذلك إلى سابع جسم فضائي في النظام الشمسي الذي اكتُشف فيه حلقات، بعد الكواكب العملاقة الأربعة (المشتري، زحل، أورانوس، نبتون) وبعد الكوكبين القزمين كاريكلو وكيرون (كوكبان قزمان صغيران يدوران بمدارات بين مدارات الكواكب).

ترجم بتصرُّف عن مقالة في موقع Lavanguardia.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.