الجنة الرقمية؟ – إذا أتيحت لك الفرصة لتعيش للأبد، هل ستغتنمها ؟

0

إن العوائق لإبقاء جسمك على قيد الحياة للأبد تبدو حالياً غير قابلة للتخطي، ولكن يعتقد بعض العلماء أن هناك فرصة لتحقيق ذلك عن طريق التكنولوجيا الرقمية، أي عن طريق تكوين نسخة رقمية من “نفسك” و إبقاءها على قيد الحياة حتى بعد وقت طويل من توقف جسمك عن الحياة.

إن هذا الاقتراح بالمختصر هو محاولة إيجاد نسخة الكترونية من الشخص، وعلى عكس الاستنساخ الجسدي المألوف الذي وصل إليه الطب الحديث -الذي ينتج أبناء لهم نفس الصفات الخارجية لآبائهم، ولكنهم كيانات مستقلة تماماً بالجسد والوعي- إن النسخة الالكترونية سوف تتصرف تماماً كشخصيتك السابقة بعد أن تموت. و لكن كيف يتم ذلك؟ إن الخطوة الأولى لهذه العملية هي تكوين خريطة للدماغ.

مصدر الصورة: indiafuturesociety
إن النسخة الالكترونية سوف تتصرف تماماً كشخصيتك السابقة بعد أن تموت

كيف يتم ذلك؟

إن إحدى الخطط لإتمام هذه العملية تعتمد على تقنية النانو أو النانوتكنولوجي. يعتقد “راي كورزويل” عالم الحاسوب والمستقبلي وأحد رواد الذكاء الاصطناعي، أنه خلال عقد أو عقدين من الزمن سيكون لدينا نواقل عصبية تسمى النواقل النانومترية (نواقل بحجم أقل من مئة نانومتر) يمكن أن تحقن في الجريان الدموع. داخل الشعيرات الدموية في الدماغ، هذه النواقل العصبية سوف تصطف جنباً إلى جنب بتماس مع العصبونات الدماغية حيث يمكنها أن ترصد التفاصيل الدقيقة لفعالية الدماغ الكهربائية. هذا التماس يسمح لهذه الجزيئات بنقل هذه الفعالية إلى مستقبلات خاصة موضوعة داخل قبعة توضع على الرأس، وبذلك لا يوجد حاجة لاستخدام أي أسلاك تمتد من فروة الرأس.

اقرأ أيضاً على أعجمي : التشجيع على التبرع بالدماغ من قِـبل مركز أبحاث كارديف للخرف..

مصدر الصورة: GETTY IMAGES
Neural Nanotechnology

بعد ذلك وكخطوة مستقبلية، يعتقد راي كورزويل أن هذه النواقل العصبية سوف تكون قادرة على وصلك مع عالم من الحقيقة الوهمية على شبكة الانترنت، بشكل مشابه لما رأيناه في الفيلم الشهير “ماتريكس”. وبالوقت الذي تقبع فيه النواقل النانومترية في الدماغ سوف تكون قادر على الاتصال بالانترنت، وبدلاً من رؤية الصور على شاشة الحاسوب، سوف ترى الصور في ذهنك. بدلاً من إرسال رسائل البريد الإلكتروني لأصدقائك يمكنك أن تخطط لتلتقي معهم وتستلقوا جميعاً على شاطئ وهمي.

مصدر الصورة: earlybirdsadv
سوف ترى الصور في ذهنك

بالنسبة لراي إن تحققت رؤيته سوف تكون هذه الجنة بالنسبة له. عندما تتمكن من تحميل نسخة من دماغك على شبكة الانترنت والولوج إلى عالم وهمي، بينما جسمك يتحلل بعد انتهاء الحياة، يمكن لنسختك الوهمية الاستمرار بلعب الألعاب الرقمية للأبد.

العديد من الأجيال المسيحية يؤمنون بالسيد المسيح لأنهم يعتقدون أنه بفدائه للبشرية على الصليب قطع وعد البشر بحياة ثانية بعد الموت. و لكن لماذا الانتظار حتى المجيء الثاني للمسيح في حين يمكنك أن تملك فرصة في المستقبل لحفظ نسخة من عقلك وإبقائه في عالم افتراضي ليعيش إلى الأبد!

مصدر الصورة: cio
يمكن لنسختك الوهمية الاستمرار بلعب الألعاب الرقمية للأبد.

لكن توجد عقبة صغيرة، لتقوم بتحميل نسختك الوهمية يجب أن تحجز لها مكان خاص على الشبكة العنكبوتية مخدم من شركة اتصالات. هذه الشركات تريد مالاً حقيقياً في حسابات بنوك حقيقية على شكل رسوم سنوية، وإلا فإنها بكل بساطة سوف تحذف نسختك الوهمية وتستخدم مساحتك لحفظ نسخة شخص آخر. وفي حين جسدك يكون على عمق آلاف الأقدام تحت الأرض حينذاك، كيف يمكنك أن تدفع رسوم الحجز؟ هنا تتحطم مقارنة الجنة الحقيقية مع الرقمية. الله يقدم لنا الجنة مجاناً، بينما يجب أن تدفع لتحجز جزء صغير من شبكة الإنترنت.

مترجم بتصرف عن: fullspate

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.