إدمان الهواتف الذكية في سن المراهقة
وفقاً لدراسة حديثة، يُدمن واحد من اثنين من المراهقين الهواتف الذكية.
وقد شجّعت مثل هذه الإحصائيات اثنين من مستثمري ’أبل‘ الرئيسيين على دفع الشركة لتقديم المزيد من الضوابط الأبوية الأكثر مرونة. وأعلنت ’أبل‘ أنها تعمل على طرق جديدة لحماية الأطفال من إدمان الهواتف الذكية.
لكن هل سيكون ذلك متأخراً جداً؟
اقرأ أيضاً على أعجمي: أفضل 4 هواتف ذكية يمكن أن تشتريها في عام 2018.
“من الجيد أنّ هذه المحادثة تحدث الآن لأنك لا تستطيع تجاهل البيانات”، كما قالت الطبيبة في علم النفس السريري الدكتورة ’سنام حفيظ‘ لـ “فوكس نيوز”. “يجب أن يكون لدى الشركات المُصنّعة للهواتف الذكية تحذير أو آلية تعليمية أو عملية إيقاف تساعد المراهقين والبالغين على استخدام الهواتف بطريقة صحيّة”.
تشير البيانات إلى عدّة تأثيرات ضارّة صحيّاً. وقد تضمن البحث الذي نُشر في العلوم النفسية السريرية أنّ المراهقين الذين يقضون خمس ساعات أو أكثر من يومهم في استعمال أجهزتهم، هم أكثر عرضة بنسبة 71% لأن يكون لديهم دافعاً للانتحار، مثل الاكتئاب أو أفكار انتحارية.
وقد تضمنت دراسة نُشرت عام 2017 في مجلة ’Child Development‘ تم فيها المقارنة بين المراهقين من السبعينات، الثمانينات والتسعينات، أنّ المراهقين اليوم يستغرقون وقتاً أطول للمشاركة في كل من ملذات ومسؤوليات سن البلوغ. على سبيل المثال، في الفترة ما بين 2010 – 2016، كان هناك فقط 32٪ من طلاب الصف الثامن يعملون مقابل أجر،أقل من 63٪ من أولئك الذين شملهم الاستطلاع في أوائل التسعينات. وقالت ’حفيظ‘: “وجدَ مؤلف هذه الدراسة أنّ تباطؤ تنمية المراهقين كان في المقام الأول بسبب هذا التعلق بالهواتف والألواح الرقمية. وقضاء وقتهم على وسائل التواصل الإجتماعي؛ انستغرام، فيسبوك، سناب تشات وما إلى ذلك، لذلك لا يشعر المراهقين بالحاجة إلى مغادرة منازلهم”.
ومع بعض الأبحاث التي تشير إلى أنّ 78٪ من المراهقين يتفقّدون هواتفهم تقريباً على مدار الساعة، قد يكون من الصعب فهم ما إذا كان طفلك في الحقيقة مدمناً أم لا، لكن’حفيظ‘ أكدت أنه عندما يتداخل هذا الأمر مع المدرسة أو يُغيّر من طباعهم ومزاجهم، فستعرف أنهم يعانون من مشكلة ما.
وقالت أيضاً: “عندما يقوم بقطع التواصل معك أو مع الآخرين مفضلاً الهاتف، فهذا يؤثر على تطورهم. هذا الأمر يدّل على العزلة والانفصال، ويؤثر على العلاقات الشخصية والمهارات الاجتماعية. إذا لاحظت أنك تتحدث إلى طفلك، لكنه لا يتفاعل معك أو حتى ينظر إليك، فهذه علامة”.
لكن البالغين قد يكونون مدمنين على هواتفهم بقدر أطفالهم. وغالباً لا يُظهرون سلوكيات التعامل الصحيح مع التكنولوجيا التي يرغبون أنْ يتبعها أطفالهم. ووفقاً لدراسة عالمية أجرتها شركة الحماية على الإنترنت ’AVG Technologies‘، أن 54٪ من الأطفال يعتقدون أنّ آباءهم يتفقّدون أجهزتهم في كثير من الأحيان وأنّ 32٪ منهم يشعرون “بعدم أهميتهم” عندما يتشتت انتباه آبائهم عنهم بسبب هواتفهم.
وقالت ’حفيظ‘: “يملك الآباء سلوكاً مُعيّناً يقوم على مبدأ “افعل كما أقول لك، وليس كما تراني أفعل”. إذا قضى الآباء وقتهم على الهاتف فسيقوم الأطفال بمحاكاة ذلك. لذلك يحتاجون إلى وضع حدود وقواعد لاستخدام الهواتف الذكية”.
وأوصت ببعض النصائح التالية للآباء الذين يرغبون في تحديد أوقات استخدام أبنائهم للأجهزة الذكية:
- أنشىء الحوافز لأطفالك وكافئهم باستخدام الهاتف لمدة قليلة من الوقت (مثلاً لمدّة 15 دقيقة).
- وضعْ الهاتف في مكانٍ بعيد يُمكن أن يساعد بشكل كبير، خاصةً عندما يحتاج الأطفال إلى التركيز.
- أطفىء إشعارات الهواتف. يجب أن تتاح للأطفال فرصةً لتوزيع أوقاتهم باعتدال بين الأنشطة.
- القيام بنشاطات خالية من الهواتف. مثال: “يُمنع استخدام الهاتف عند تناول الطعام” أو “يُمنع استخدام الهاتف عند مشاهدة فيلم مع العائلة”. وبهذه الطريقة، فإنك لا تخلق جواً مناسباً للعائلة في المنزل فقط، ولكنك أيضاً تُعلّم أطفالك كيفية فرض مثل هذه القيود على أنفسهم أثناء تواجدهم خارج المنزل.
مترجم بتصرف عن: foxnews للكاتبة: Lindsay Carlton