اللغات الخيالية في عوالم الفانتازيا والخيال العلمي

قرأنا سابقاً عن لغات عالم Game of Thrones. وسمعت العديد من اللغات الخيالية في روايات وأفلام كسيد الخواتم وحرب النجوم وAvatar. إنها ليست بلغات حيّة بل هناك أحد ما قام بإنشائها.

كيف يمكن لأحد بأن يخترع لغة؟ وهل هي مجرد “صف حكي” أم أن لها أساس؟ تعرف في هذا المقال عن اللغات الخيالية (المخترعة) وكيفية إنشائها أو ما يسمى: عمارة اللغات.

المصطلح المتداول لللغات المخترعة هو Conlang/Conlag اختصاراً لـ Constructed Languages التي تترجم حرفياً اللغات المبنية أو المنشئة. فلبناء شيء تحتاج لمواد بناء وتقنيات لفعل ذلك. ما هي مواد بناء الـ Conlang وكيف تكون معماري لغات؟

أدوات إنشاء اللغات الخيالية

إن اللغات المخترعة تعتمد نظاماً لغوياً كسائر اللغات الحية. فبدايةً يعتمد المخترع نظاماً صوتياً للغته، ويضع الأحرف الساكنة كأن يجعل معظم الأحرف الساكنة تصدر من مقدمة الفم كالأصوات الشفوية (m, p, b, w) أو أن يحرم الأصوات الحلقية كالهاء والقاف والهمزة مثلاً. ثم الأحرف الصوتية والمقاطع الصوتية أو ما يسمى أيضاً موسيقى الكلمات ووقعها على الأذن.

والعمل الأصعب يأتي في التكوين اللغوي وبناء الجملة، وهو كالتكوين المعماري لديه نظام واضح لتكوين الجمل. هل تعتمد اللغة الفعل أساس لها فتشتق منه الصفات والأسماء كما هي الحال في اللغة العربية؟ كم زمن للفعل؟ وهل للفاعل تأثير على تركيب الفعل؟ كأن تقول: أنا أكتب ونحن نكتب وهم يكتبون؟ البادئات واللواحق والحالة الإعرابية للاسم أشياء تكريبية نراها في اللغات الحية كالعربية والروسية واليونانية والألمانية مثلاً. فيجعل الـ Conlager من لغته لغة شبيهة باللغات الحية.

إقرأ أيضاً: طريقة بريل في القراءة والكتابة للمكفوفين.

مثال من اللغات الخيالية

ولنأخذ مثالاً على ذلك، لغة الكوينيا Quenya لمخترعها  J.R.R. Tolkien وهي لغة الـ Elves الرسمية وسمعناها في فيلم the Lord of the Rings إلى جانب الـ Sindarin (لغة أخرى للـ Elves) والإنكليزية القديمة والحديثة:

في الـ Quenya يجد المتحدث نفسه أمام نظام يعتمد اللواحق بشكل رئيسي، فلتقول (أنا أحبك) عليك بالتالي:

Mel- هو مصدر فعل الحب

تطويل الحرف الصوتي الأوسط وإضافة -a يجلعه في الزمن الحاضر: méla

والفاعل في هذه الجملة هو “أنا” والإضافة التي تعطي معنى الـ”أنا” هي -nye فيصبح لدينا mélanye أنا أحب.

بقي “أنت” فـ “أنا أحبك” تعني “أنا أحب أنت” والنهاية هنا هي -l: mélanyel أنا أحبك.

وجملة كـ “أنت صديقي” هي كلمة واحدة في الـ Quenya وهي: Meldonya.

حيث Meldo تعني صديق. والنهاية الدالة على المكلية لضمير المتحدث المفرد هي -nya.

الغاية من اختراع لغة

تعدد الغايات على مر العصور، ولكن اليوم تقتصر الغايات على الأعمال العلمية والفنية والأدبية، ومؤخراً في عوالم السينيما والمسلسلات، ولعلنا جميعاً شاهدنا أو سمعنا عن مسلسل Game of Thrones ولاحظنا استخدام لغات مخترعة فيه كالـ Dothraki والـ Valyrian. وقد تكون الغاية من اختراع لغة هي محاولة تخيل لغة قديمة ميتة لا نملك الكثير من المعطيات عنها.

في النهاية، فإن اللغة المخترعة ليست مجرد “صف حكي” بل هي لغة قائمة بحد ذاتها، ولكنها ليست لغة حية لعدم وجود متحدثين أصليين بها. وغالباً ما يخترع مخترعوها طرق كتابة لها، وأحياناً لا يكتفون بذلك، بل يجعلون للغاتهم عالماً خيالياً يمتعوننا بقصصه كما فعل J.R.R. Tolkien في سلسلة كتبه الرئيسة الـ Silmarillion والـ Hobbit و the Lord of the Rings. الذي قال بأنه كتب تلك القصص لأنه أراد أن يجعل عالماً خيالياً يمكن للغاته أن تتحول فيه إلى لغات حية.

مترجم بتصرف من عدد من المقالات من Zompist Kit for Constructed Languages.