التشجيع على التبرع بالدماغ من قِـبل مركز أبحاث كارديف للخرف..
يتم حثُّ كبار السن في ويلز على التفكير في التبرع بأدمغتهم بعد موتهم وذلك لمساعدة العلماء الباحثين في موضوع الخرف. ورغم حصول العلماء على متبرعين بأدمغة مصابة بالخرف، فإنهم بحاجة أيضاً إلى أدمغةٍ سليمةٍ للمقارنة.
وقال المتبرع كين باكستر (75 عاماً): ” عندما أنتهي من استخدامه، لن يعود لي بأي فائدة”.
ومنذ عام 2009، سجل 460 شخصاً في ويلز اسمه، حيث تم تقديم 79 تبرع ناجح حتى الآن إلى مشروع أبحاث “العقول من أجل أبحاث الخرف“.
يتم تعيين المتبرعين من خلال فريق الأبحاث في الجامعة، والذي يعمل على تحديد الجينات التي تساهم في قابلية الشخص لتطوير مرض الزهايمر. ومن المتأمل أن يتمكنوا بعد ذلك من التنبؤ بالأشخاص الذين يرجح إصابتهم به. لكنهم يحتاجون إلى دراسة أنسجة الدماغ البشري للقيام بذلك ، حيث يكون النظر إلى توزيع ترسبات البروتينات في الدماغ هو السبيل الوحيد للحصول على تشخيصٍ نهائيٍّ للمرض.
وبينما يتعرف المانحون المصابون بالخرف على عملية التبرع بالدماغ عن طريق الخبراء الطبيين، فإنه من الصعب جذب أولئك الذين يتمتعون بأدمغة صحية.
اقرأ أيضاً على أعجمي: لماذا نحلم؟
الدافع الذي شجع كين باكستر على اتخاذ قرار التبرع:
السيد باكستر هو واحد من هذه الجهات المانحة وقد قرر التبرع بدماغه بعد رؤية تأثير الخرف على صديقه. ورأى الأمر كوسيلة لمساعدة الآخرين لكنه اعترف أنه لا يحصل دائماً على رد فعلٍ إيجابي لخططه.
وقال: “[الناس يقولون] هل أنت متأكد؟ إنه ليس شيئاً أريد أن أفعله”، وبعض الناس يشعرون بالرعب عندما تقول لهم ” لا أستطيع أن أرى سبباً يمنعني”، ولكن الكثير من الناس يفهمونها بطريقة خاطئة .
“إنهم يعتقدون أنني لم أفكر أبداً في ذلك ولكنك تساعد شخصاً ما، وإذا كان باستطاعتنا التغلب على هذه الأمراض كان ذلك أفضل”.
وأضاف: ” عندما أنتهي من استخدامه (يتحدث عن دماغه)، لن يعود لي بأي فائدة “.
موقف زوجة باكستر من قراره:
زوجة السيد باكستر (كيت) لديها وجهات نظر مختلطة بشأن التبرع بالدماغ ولكنها تدعم قرار زوجها. وقالت: “قد يفاجئه (تقصد زوجها كين) أنني لم أستبعد تماماً فعل الشيء نفسه”.
و أضافت “من الواضح أنه يختلف عن التبرع بالكبد أو الكليتين لأن ذلك سوف يذهب إلى شخص آخر، وسيتم استخدامها”.
“سوف يتم استخدام الدماغ ولكن بطريقة مختلفة، لن يوضع في رأس شخص ما ليعمل مرة أخرى بنفس الطريقة، وأعتقد أن هذا ما يمكن أن يجعل الناس رافضين للفكرة”.
ضرورة التبرع بالدماغ:
وقالت (راشيل مارشال) مساعدة الأبحاث في معهد بحوث الخرف بالجامعة، أن العلماء أدركوا أنها قد لا تكون فرصةً جذابةً للجميع، لكنها وجدت أنها أداة بحثٍ ضرورية.
“البحث باستخدام أنسجة المخ هو حقاً ذو قيمة كبيرة، يمكنك أن تنظر في نماذج البحوث الأخرى، والنماذج الحيوانية، ونماذج الخلايا ولكن النظر إلى الأنسجة البشرية المادية فعلاً لا يقدر بثمن”.
وقالت: “ما نبحث عنه في الوقت الراهن هم الأفراد الأصحاء فوق سن 85. لدينا مصلحة في الوقت الراهن لاستخدامهم كمقارنة”.
ومع ذلك، إذا كان التبرع بالدماغ ليس لك، يمكنك دائماً المشاركة في مخططات بحث مختلفة “.
إجراءات التبرع بالدماغ:
على عكس التبرع العادي بالأعضاء حيث يُفتَرض أن الناس في ويلز وافقوا على إعطاء أعضائهم -إلا إذا اختاروا التراجع عن ذلك فيما بعد- فعلى أولئك الراغبين في التبرع بدماغهم تقديم طلب محدد للقيام بذلك. وبمجرد قبولهم تتم زيارتهم مرة واحدة في السنة لاستكمال تقييم فكري لاختبار ذاكرتهم.
ليس لدى ويلز بنك دماغ خاص بها لذلك يتم حفظ الأدمغة المُتبرَّع بها من قبل الناس في كلية king في لندن إلى أن يطلب الفريق المتواجد في كارديف عيناتٍ منها.
عندما يتم التبرع، يتم قطع الدماغ إلى نصفين، ويتم تجميد نصف وتشريح النصف الآخر وحفظه على شرائح. يمكن أن تبقى العينات إلى أجلٍ غير مسمى حيث لا تزال العديد من العينات المأخوذة منذ عقود تستخدم حتى اليوم.
مترجم بتصرف عن: BBC – للكاتبة: Natalie Crockett