تعرّف معنا على “أوكيغاهارا” أو كما تُعرف بغابة الإنتحار

0

تقع هذه الغابة في السفح الشمالي الغربي لجبل فوجي في اليابان، ويُقال عنها بأنها (المكان المثالي للموت).
تمتلك غابة أوكيغاهارا سمعة سيئة لكونها ثاني أكثر مواقع الإنتحار شهرةً في العالم. حيث يحتل جسر Golden Gate في سان فرانسيسكو المركز الأول. فمنذ عام 1950، دخل إلى الغابة الكثير من رجال الأعمال اليابانيين، وما لا يقل عن 500 شخص منهم لم يخرجوا منها قط، بمعدل متزايد يتراوح بين 10 إلى 30 شخصاً في السنة. وقد ازدادت هذه الأرقام في الآونة الأخيرة، إذ سُجّلت 78 حالة انتحار في عام 2002. وفي عام 2003، تم كسر هذا الرقم مع اكتشاف 105 جثث.

ويَعتقد العلماء الروحانيون اليابانيون أنّ حالات الإنتحار التي حصلت في الغابة قد تغلغلت في أشجار أوكيغاهارا، مولدةً أنشطة خارقة للطبيعة ومانعةً العديد من الذين دخلوا الغابة من الهروب من أعماقها. ومما عقّد الأمور أكثر هو أنّ البوصلات تصبح عديمة الفائدة داخلها، بسبب الرواسب الغنية بالحديد المغناطيسي الموجودة في طبقات التربة البركانية للمنطقة. وبسبب اتساع الغابة، من المستبعد أن يُقابل الزوار اليائسون أيَّ شخصٍ متى ما أصبحوا  داخل ما يسمى ب “بحر الأشجار”، لذلك وضعت الشرطة لافتاتٍ حول الغابة تقول: “حياتك هي هدية ثمينة من والديك” و “يرجى استشارة الشرطة قبل أن تقرر أن تموت!”.

اقرأ أيضا على أعجمي : الفنادق الخمسة عشر الأغلى في العالم

لكن هذا لا يردع الأشخاص المصممين من الإنتحار في هذه الغابة الكثيفة. يعثر المتطوعون الذين ينظفون الغابة في كل عام على العشرات من الجثث، في حين أنّ العديد منها قد فُقدوا فيها إلى الأبد. وقد توقفت السلطات اليابانية عن نشر أرقام دقيقة عن حالات الإنتحارالتي تحصل، تجنباً لإعطاء المكان شهرةً أكثرمن ذلك.

"يرجى استشارة الشرطة قبل أن تقرر أن تموت!"
“حياتك هي هدية ثمينة من والديك”
  • الانتحار بسبب الوضع الإقتصادي

وقد أشارت وسائل الإعلام المعاصرة إلى الإرتفاع الأخير في حالات الإنتحار في الغابة، وتم إلقاء اللوم على التراجع الإقتصادي في اليابان أكثر من النهاية الرومانسية لرواية “كيوروي جوكاي” أو “الغابة السوداء” للمؤلف “سيشو ماتسوموتو”، التي كان لها دوراً كبيراً في إعادة شعبية الغابة بين أولئك الذين يرغبون بإنهاء حياتهم (تبلغ أحداث الرواية ذروتها حين تندفع شخصيات القصة إلى انتحار جماعي في غابة أوكيغاهارا).

ويقول السكان المحليون أنهم يستطيعون بسهولة التفريق بين ثلاثة أنواع من الزوار: المتنزهون المهتمون في المناظر الطبيعية الخلّابة من جبل فوجي، الفضوليون الذي يأملون في الحصول على لمحة عن الموت، وأولئك الأشخاص الذين لا يخططون للعودة.

إنّ الأشخاص الذين يأملون في إنهاء حياتهم قد لا يأخذون في عين الإعتبار تأثير حالات الانتحارعلى أولئك الذين يعيشون بالقرب من منطقة تشتهر بأنها بقعة انتحارية. وقال ضابط شرطة محلي “لقد رأيت الكثير من الجثث التي تحللت بشدة، أو قد شوُّهت من قبل الحيوانات البرية … ليس هنالك شيء جميل في الموت هناك”.

بقايا لجمجمة بشرية في الغابة
بقايا لجمجمة بشرية في الغابة

ووفقاً لبعض التقارير، يقوم عمال الغابات بنقل الجثث من الغابة إلى مركز الشرطة المحلي، حيث يتم وضعهم في غرفة خاصة تُستخدم خصيصاً لحفظ الجثث الإنتحارية.

  • الاهتمام الدولي

في كانون الثاني من عام 2018، اكتسبت الغابة اهتماماً دولياً بعد أن قام شخصاً مشهوراً على اليوتيوب يُدعى “لوغان بول” بتصوير جثة من جثث ضحايا الإنتحار وبثها على قناته الخاصة. إذا أردت أن تقوم بزيارة الغابة، يجب أن تُظهر بعض الإحترام في حال صادفت أيّ جثة من جثث ضحايا الإنتحار. والإتصال بالسلطات المحلية حتى يتم التعامل مع الوضع بشكل مناسب.

إنه مكانٌ كئيب، حيث يجب أن تُؤخذ خطورة الظروف في هذه الغابة على محمل الجد.

مترجم بتصرف عن: Atlas Obscura – للكاتبة :littlebrumble

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.