الكآبة نتيجة لسعي جيل الألفية الجديدة نحو الكمال

0

القلق والاكتئاب الشديدين آخذين في الارتفاع بين جيل يسعى للكمال أكثر من أي وقت مضى.
في حين أن الدراسات الواحدة تلو الأخرى قد احتلت العناوين الرئيسية، وحرضت على الجدل، مع إدعاءات أن جيل الألفية أكثرعرضة للاكتئاب والقلق من الأجيال السابقة، وتشير البحوث الجديدة إلى سبب ذلك.

حيث يؤكد تقرير نشر في النشرة النفسية للجمعية الأمريكية لعلم النفس أن زيادة الكمالية هي التي تسبب مستويان أعلى من المعدل الطبيعي من الاكتئاب والقلق لجيل الألفية.
وكتب موقع ياهو، “الشباب في هذه الأيام مهووسون بالكمال بشكل أكبر من العديد من الأجيال السابقة”.

حدد الباحثون ذلك من خلال تحليل البحوث السابقة حول الكمالية بين حوالي 42،000 طالب جامعي في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا بين عامي 1989 و2016، ووجدوا أن هذا الاتجاه قد ازداد باطراد مع مرور الوقت، وخاصة في الولايات المتحدة. بين جميع أفراد الدراسة، وجد الباحثون أن جيل الألفية هم أكثر تطلباً من الآخرين ومن أنفسهم، وأكثر عرضة للاعتقاد بأن الآخرين أكثر تطلباً اتجاههم.

وسائل التواصل الاجتماعي مسبب رئيسي للاكتئاب
وسائل التواصل الاجتماعي مسبب رئيسي للاكتئاب

ولكن لماذا تكون القضية كذلك بالضبط؟

يدعي مؤلفو الدراسة أن الكمال (“مزيج من المعايير الشخصية العالية بشكل مفرط والتقييمات الذاتية الناقدة للغاية”، كما يعرفها المؤلفون) هو نتيجة ثانوية لثلاثة عوامل: “الحكم النيوليبرالي”، زيادة الجدارة، والتحولات في أنماط التربية.

ويجمع الباحثون جميع العوامل الثلاثة في بيان سببي واحد وشامل، حيث يقولون:

“منذ أواخر السبعينات فصاعداً، شهدت الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة الحكم التدخلي الملتزم بأهداف العمالة الكاملة والعدالة الاجتماعية التي حلت محلها سياسة “دعه يعمل” الملتزمة بالنهوض بالمنافسة والمكافأة القائمة على السوق. فبالإضافة إلى تغيير سلوك المؤسسات الاجتماعية والمدنية، فإن استمرار هذه السياسات يضع عبئاً ثقيلاً على الأجيال الأخيرة من الشباب حيث عليهم أن يكافحوا بعضهم مع بعض تحت عنوان الجدارة وتحت الأعين المراقبة للأهل المتطلبين على نحو متزايد”.

وعلاوة على ذلك، كما قالت طبيبة النفس السريري الدكتورة باربرا غرينبرغ ل ياهو، إن إلقاء اللوم هو على وسائل التواصل الاجتماعية: ” نشأ هؤلاء الناس وهم يقيّمون باستمرار على وسائل التواصل الاجتماعية … عندما تكون باستمرار تحت المجهر حرفياً ومجازياً – والمقصود به وسائل الإعلام الاجتماعية – فبالطبع ستصبح أكثر وعياً بنفسك. “

اقرأ أيضاً على أعجمي : المشي لصحة أفضل أهم نصائح هذه الدراسة الألمانية

الهروب من الواقع والتوجه الى العالم الافتراضي
الهروب من الواقع والتوجه الى العالم الافتراضي

وسواء ألقي اللوم على وسائل التواصل الاجتماعي أو عوامل أخرى، فإن زيادة الكمالية قد تسببت، كما أشار الباحثون، بعدد كبير من المشاكل الصحية تتجاوز القلق والاكتئاب، بما في ذلك فقدان الشهية، ارتفاع ضغط الدم، التفكير الانتحاري، والوفيات المبكرة.

كما تشير غرينبرغ، حتى لو كانت هذه المشاكل الصحية لا تظهر، “الكمال محملٌ دائماً بالقلق. حيث أنك تطارد شيئاً بعيد المنال، وبالطبع فإن ذلك يؤدي إلى مشاكل، لأن لا أحد يمكن أن يكون مثالياً ولا أحد يجب أن يكون مثالياً “.

مترجم بتصرف عن: ati – للكاتب: John Kuroski

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.