زيوت القنب Cannabis Oil في الاستخدام الطبي
قدمت كلية العلوم البيوكيميائية والصيدلة في جامعة روساريو الوطنية في الأرجنتين تقريراً حول مشاريعها التي تطورها في مجال دراسة زيوت القنب Cannabis Oil في الاستخدام الطبي والذي فيه تسلط الضوء على أهمية تحليل العينات لتحديد تراكيز أهم نوعين من أنواع الكانابينويد (شبائه القنب): THC و CDB.
زيوت القنب Cannabis Oil في الاستخدام الطبي:
إن زيوت القنب في الاستخدام الطبي أصبحت ميلاً يجري انتشاره حالياً على مستوى عالمي، ومتعلق بمحدوديات الطب التقليدي في علاج حالات مرضية معينة، من بين الأكثر شيوعاً منها الصرع المقاوم للعلاج، ومرض الباركنسون، والتهاب المفاصل الروماتويدي، أو آلام مزمنة ناتجة عن أسباب مرضية مختلفة.
في هذا السياق، أخذت العديد من المنظمات الاجتماعية على عاتقها الدور القيادي في تشجيع الزراعة الذاتية والتحضير اليدوي لمختلف مشتقات القنب، وذلك لتشجيع زيادة انتاج زيوت القنب Cannabis Oil في الاستخدام الطبي محققة حاجات العديد من المواطنين الذين لأسباب مختلفة قرروا أن يجربوا استخدامها من دون مؤثر خارجي.
إلا أن العجز القانوني الذي استمر حتى عام 2006 والنقص في معايير الجودة في عمليات تحضير الزيوت جعل المستخدمين (أو الأناس المسؤولين عن العناية بهم في حال كانوا مرضى بمستوى عال من العجز) يطبقون العلاج على أنفسهم دون معرفة حقّة بمحتوياته.
وفقاً للتقرير المقدم من قبل عميد الكلية (إستيبان سيرّا)، فإن الإجراءات الأولى التي نُفّذت في كلية العلوم البيوكيميائية بدأت استجابة لعدة استشارات لمنظمات مختصة حول إمكانية تنفيذ دراسات تحليلية للمواد المختلفة المستخرجة من نباتات القنب.
في البداية نُفّذت تجارب في مخبر التحليل في الكلية واستطاعوا تحديد سمات المواد الكانابينويد الموجودة في مستخرجات نباتات وزيوت القنب.
وبالتعاون مع المخبر الصناعي الصيدلي في ولاية سانتا فه لأجل الحصول على المعايير المطلوبة، أُسِّسَت الشروط التحليلية الكميّة لتحديد تراكيز أهم نوعين من أنواع الكانابينويد: THC و CDB. ووضح التقرير أن “النوع الأول هو النوع الأكثر تأثيراً نفسياً، بينما النوع الثاني له تأثير مضاد حيوي ومسكن للآلام.”
وبمجرد وضع الشروط التحليلية وسن القوانين المتعلقة بإدراج العقاقير القائمة على القنب في النموذج العلاجي للولاية، الذي يصادق أيضاً على الإنتاج العام والاستخدام العلمي والبحثي، تقرر تقديم احتبار لتحديد الكانابينويد إلى مختلف الجهات الفاعلة في الوسط من أجل الحصول على النظرة الأولى حول نوع المنتجات المستهلكة من قبل السكان.
لتنظيم العمل تم استلام عينات فقط من المنظمات الوسيطة بشكل مشفّر، بدون الوصول لاسم المريض أو لاسم المُنتِج. في جميع الأحوال، تم تقديم الاستشارة الطبية أيضاً، بدون التدخل بإجراءات التوزيع أو التسويق لأي نوع من أنواع المنتَج. بشكل موازِ، تم تمكين استخدام القاعات الدراسية لأجل اجتماعات مع المنظمات التي تعمل في تعاون مع الكلية، كشكل من أشكال فتح الجامعة على النقاش.
وتم أيضاً البدء باستلام استشارات من المرضى الذين نفذوا علاجات بمشتقات القنب من خلال وحدة التحسين الدوائي العلاجي (UOF) التي تدعم الكلية جنباً إلى جنب مع كلية الصيدلة التابعة للدائرة الثانية. وأجرى المختصون متابعة خلال استبيانات تقييم الاستجابة العلاجية للمرضى، مع فكرة الدمج بين ردود أفعال المرضى وتراكيب الزيوت، وتضمن ذلك عرض دعم نفسي لأفراد أسر المرضى.
في النهاية، تم العمل خلال كامل عام 2017 بالتعاون مع المخبر الصناعي الصيدلي لولاية سانتا فه، وحديثاً مع جامعة الساحل الوطنية (UNL) لتطوير مشروع إنتاج عام لمشتقات القنب لاستخدامات طبية.
إقرأ أيضاً: القمر الدموي الأزرق العملاق
العينات:
من التجربة التحليلية لحوالي 200 عينة من مختلف المصادر، تم تصنيف الزيوت في خمس مجموعات، مع فكرة التحذير من المشاكل الحقيقة الموجودة وفكرة تنظيم النقاش.
يعود الفرق الأول إلى سمات الكانابينويد. ويقول التقرير “أنه من الواضح أن القسم الأعظم من النباتات المستخدمة لتحضير المستخرجات تأتي من شتى الأصناف التي كانت تُستخدم لأغراض ترفيهية، نظراً للنسبة العالية من الـ THC التي تمتلكها كل الزيوت التي جرى تحليلها، والتي تفتقر للـ CDB بشكل عام.”
كانت تلك النتائج تتغير في الشهور الأخيرة، وتم الكشف عن زيوت تحتوي نسب THC/CBD بشكل أكثر تقارب. وهذه الحقيقة لها علاقة في نشر أصناف النباتات التي تحتوي على نسبة أعلى من الـ CBD في الأوساط.
ويعود الفرق الآخر إلى تركيز الكانابينويد في المواد المحللة. عرضت الزيوت الأولى، تقريباً في كل الحالات، تراكيزاً أقل من التراكيز التي كان المنتجون اليدويون يتوقعونها. كان هذا الفارق مهماً بشكل عام، بقيم خمس أو عشر مرات أقل، مما أقترح كونها أخطاءً منهجية.
في الاجتماعات المقامة مع ممثلي جمعية روساريو للدراسات الثقافية وجميعة مستخدمي ومهنيي العلاج بالقنب، تم تحليل ظروف تحضير المشتقات وتم تحديد بعض مصادر تلك الأخطاء في تقدير التركيز. كانت نسبة العينات ذات التراكيز التي تُقدَّر أقرب إلى التراكيز الحقيقية تزداد في التجارب الأخيرة، الأمر الذي أشار إلى استجابة الجمعيات للمعلومات التي قدمتها لهم الجامعة.
ووضح (سيرّا): “على الرغم من وضع عدم التجانس الذي شُرح مسبقاً، فإن المرضى ذوي الحالات المرضية المختلفة عبّروا عن تأثيرات إيجابية متعلقة باستهلاك الزيوت المستخرجة من القنب. ويكمن إيجاد مثل تلك الملاحظات أيضاً في الأدب العلمي على شكل تقارير حالات متعددة وفي عدد أقل أهمية من التجارب المقامة وفقاً لمعايير البحث السريري.”
وأضاف مختصراً: “في حال لم تُظهِر النتائج أية تأثيرات علاجية لمركبات القنب، فإن الدليل الموجود يدعم استخدامه لعلاج أعراض متعلقة بأمراض مزمنة مع إمكانية مثبطة ومعالجة للألم، بهدف تحسين مستوى حياة المرضى.”
تحديات جديدة:
كان نبات القنب يُستخدَم لغايات طبية منذ تدجينه، منذ سبعة آلاف سنة على الأقل حتى ثلاثينيات القرن الماضي، حين أُدرِج إلى قائمة المواد المحظورة من قبل المكتب الفيدرالي للمخدرات والعقاقير الخطيرة في الولايات المتحدة الأميركية.
في الوقت الحالي يوجد العديد من المستحضرات الدوائية المُحضّرة من مواد مُستخرَجة من القنب والمعتدمة من منظمات رقابية لدول ذات ثقل. تكمن إعادة تقييم خصائص هذا النبات في عملية كاملة من النمو والدعم. ومثال على ذلك انفجار عدد الشكرات المتخصصة بزراعة وتحضير مشتقات القنب على مستوى عالمي.
وقال عميد الكلية: “نفهم أن على الدولة أن تتدخل في هذه الحالة لترتب وتنظم إنتاج وتوزيع مشتقات القنب ذات الاستخدام الطبي.” إن كل من القانون الوطني لاستخدام القنب لأغراض طبية، رقم 27.350 والقانون المحلي المذكور آنفاً، رقم 13.620، يعطيان الأفضلية لأجهزة البحث العلمي الوطنية ولمخابر الإنتاج العام لتقوم بالبحث وتطوير إنتاج مشتقات القنب الخاصة بالاستخدام الطبي.
نفهم من الكلية أنه من الممكن العمل لأجل إدارة هذا الوضع، بجمع الخبرة الأكاديمية مع المنظمات غير الحكومية المختلفة التي تتألف من مزارعي القنب والذين يستهلكونه لأغراض طبية من أجل ضمّهم إلى عملية تحسين وتوحيد معايير منتجاتهم.
ومن ناحية أخرى يخلص التقرير إلى “أنه من الضروري جداً التحرك نحو إنتاج مشتقات القنب في الجامعة بتراكيز CDB و THC متعددة ومحددة بشكل دقيق، وهكذا نتجه إلى تنظيم تجارب سريرية حول الأسباب المرضيّة المتعددة، التي من أجلها تُستخدَم تلك المشتقات بشكل غير رسمي تقريباً.”
الأرجنتين – جامعة روساريو الوطنية
كلية العلوم البيوكيميائية والصيدلة
29 كانون الثاني 2018